كتابات | آراء

إحراق القرآن الكريم أعظم جريمة في التاريخ

إحراق القرآن الكريم أعظم جريمة في التاريخ

شهد العالم الإسلامي بأكمله ومعه سكان المعمورة برمتها يوم 10 ذي الحجة الماضي أي يوم عيد الأضحى المبارك الموافق يوم 28 يونيو الماضي حدوث جريمة الجرائم المروعة واقتراف جناية الجنايات البشعة

ونشوب محرقة المحارق الفظيعة وأعظمها جوراً وحقداً في التاريخ الإنساني المعاصر والتي غارت نصالها الحادة في أعماق الأمة الإسلامية واستقرت أوجاعها المؤلمة في صميم قلبها ووجدانها وحياتها فوق الأرض.
وقد جاء ذلك عندما أقدم شخص مأجور يدعى (سلوان موميكا) عراقي الأصل ويقيم في السويد بإحراق المصحف الشريف أمام مسجد استوكهولم الكبير بموافقة الحكومة السويدية على ذلك وبمرافقة قوات الشرطة والوسائل الإعلامية وبحضور حشد كبير من المواطنين الأمر الذي يوضح بصورة تامة ومطلقة أن هذه الجريمة الباغية ليست من الأحداث العابرة أو التصرفات الفردية على الإطلاق وإنما هي جريمة مدبرة ومقصودة نابعة من صميم سياسة الحكومة السويدية وموقفها الغادر تجاه المقدسات الإسلامية ومستمدة من صلب الاستراتيجية الغربية المعادية للقرآن الكريم والمناهضة للإسلام والمسلمين في شتى أرجاء المعمورة ومن هذا المنطلق فإن هذا المقال المتواضع والوجيز يعنى بشرح أهمية القرآن الكريم وتوضيح حقيقة مكانته العالمية الخالدة ويختص بكشف حقيقة أهداف القوى الأجنبية المعادية للقرآن الكريم والحاقدة عليه ويعمل على إحياء الأمة الإسلامية المباركة وإعادتها إلى كتابها القرآني العظيم كتاب نورها وعقيدتها وشرفها الإسلامي المقدس وذلك وفقاً للعرض التالي.
من الواضح تمام الوضوح إن القرآن الكريم هو كلام الله رب العالمين وهو أحب إليه من السماوات والأرض وما فيهن وبه يرفع أقواماً ويضع به آخرين وهو الكتاب العظيم الذي حفظه الله- جل جلاله- بنفسه ورعاه برعايته وحماه بحمايته منذ نزوله وحتى اليوم والى يوم القيامة وهو الكتاب الحكيم المهيمن والمسيطر على جميع الكتب السماوية الأخرى والأمين عليها بصفة دائمة ومطلقة.
القرآن الكريم هو النظام العالمي الشامل والدستور الدولي المجيد والمنهج الإنساني الرشيد الكفيل بتحقيق النهضة العالمية الواسعة وبناء المستقبل العالمي الواعد وترسيخ الأمن والتعاون والسلام العالمي وهو الكتاب الحكيم الجدير بإنقاذ البشرية كلها وتخليصها من ويلات الحروب والصراعات والأزمات الراهنة وإخراجها إلى بر الأمن والأمان والسلام والارتقاء بها إلى مصاف طموحاتها الحضارية العملاقة وتطلعاتها المستقبلية الواسعة النطاق.
ومن هذا المنطلق عكفت القوى الأجنبية المعادية للقرآن الكريم والحاقدة على الإسلام والمسلمين {الغربية والصهيونية والهندوسية والبوذية والشيوعية...الخ} واخذت تعمل بصورة مستمرة ومتواصلة منذ القدم وحتى اليوم على اقتراف الجرائم والأعمال العدوانية التالية:
محاربة القرآن الكريم وإنكار صفاته الإلهية المقدسة واستباحة مكانته السماوية الخالدة وتحريف نصوصها الفرقانية الحكيمة وتزييف علومه القرآنية المباركة والنيل منه حتى لا يكون له أي مكان تحت شمس الأمة الإسلامية الواحدة على صعيدي الحاضر والمستقبل.
تبديد الرسالة القرآنية العالمية المقدسة وتعطيل دورها القيادي العملاق في شتى المجالات المتعلقة بتحقيق النهضة العالمية الشاملة وبناء المستقبل العالمي الواعد وترسيخ الأمن والتعاون والسلام العالمي.
تمزيق واحراق المصحف الشريف في العديد من الدول الأجنبية وفي مقدمتها {السويد والدنمرك والنرويج وهولندا وفرنسا والهند وإسرائيل} وغيرها وذلك تحت أنظار حكومات تلك الدول وأجهزتها الأمنية ووسائلها الإعلامية وعلى مرأى ومسمع من العالم كله.
ويأتي في مقدمة تلك الأعمال الإجرامية الباغية قيام {راسموسبالودان} الدنمركي الأصل والحاصل على الجنسية السويدية أي قيامه في 21 يناير الماضي بإحراق المصحف الشريف أمام السفارة التركية في ستوكهولم عاصمة السويد وكذا قيام {سلوان موميكا} عراقي الأصل ومقيم في السويد بإحراق المصحف الشريف أمام مسجد ستوكهولم الكبير في يوم 28 يونيو الماضي وقيامه مرةً أخرى بمحاولة إحراقه أمام السفارة العراقية في ستوكهولم في 20/يوليو الماضي.
استفزاز الدول والحكومات والشعوب الإسلامية وكشف حقيقة تخليها عن كتابها القرآني المجيد وعزوفها عن دينها وقيمها ومثلها الإسلامية الأصيلة وتجنبها الدخول في مواجهة القوى الأجنبية المعادية للقرآن الكريم والمتربصة بالإسلام والمسلمين ومقاومتها ودحرها وافشالها.
تطبيق نظرية الإسلام وفوبيا (ISLAMOPHOBIA) والتي تهدف إلى اشعال نيران الغضب والفوضى العارمة تجاه الإسلام والمسلمين وتدعو إلى مقاومة الوجود الإسلامي في الدول (غير الإسلامية) والقضاء عليه بصورة تامة وكاملة.
استقطاب مجموعة من العناصر العربية والإسلامية العاطلة والفاشلة والجاهلة والقيام بتجنيدها وتحريكها لمحاربة القرآن الكريم والنيل من الإسلام والمسلمين وترويج القيم الغربية ونشرها في المجتمعات العربية والإسلامية.
تدمير العالم الإسلامي والنيل من كتابه وعقيدته ومقدساته المجيدة ومحو قيمه ومثله وتقاليده الأصيلة وتمزيق أرضه ووحدته وقوته الجماعية ونهب خيراته وثرواته وموارده الطبيعية وسلب إرادته واستقلاله وحريته العامة وتهجين شخصيته وهويته وحضارته التليدة وتدمير وجوده وحاضره ومستقبله الواعد.
وقد اشتملت ردود أفعال الدول الإسلامية- طوال الأعوام الماضية وحتى اليوم– تجاه تلك التصرفات الأجنبية المعادية للمقدسات الإسلامية واقتصرت على قيامها بإصدار بيانات الشجب والاحتجاج والاستنكار والتنديد وقيامها باستدعاء سفراء بعض تلك الدول الأجنبية وإبلاغهم بعدم قبولها بأي عمل من شأنه المساس بالقرآن الكريم أو الإساءة إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أو محاربة الإسلام والمسلمين وجاءت جميعها بمثابة ردود أفعال تقليدية وعادية وهزيلة لا ترقى إطلاقاً إلى مصاف المخاطر والتحديات المحدقة بالعالم الإسلامي والمتربصة بمقدساته وحاضره ومستقبله.
كما ان ردود الأفعال الدولية إزاء تلك الأعمال المعادية للمقدسات الإسلامية اتسمت هي الأخرى بدرجة عالية من التجاهل والتخاذل والتساهل الشديد وكأن تلك الأعمال الإجرامية الباغية لا تعني المجتمع الدولي ولا تهمه لا من قريب ولا من بعيد.

# كاتب في الشؤون الإسلامية والدولية

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا