كتابات | آراء

سلام على غزة الشموخ

سلام على غزة الشموخ

السلام عليك من مطلع النصر حتى غروب بخار وسراب فقاقيع النفاق، وانكسار الخراطيم المتصهينة وهي تدس الخيانة من وراء حجاب.  
السلام عليك غزة العز وأسطورة الخلد ، ورئة القيامة ،وبوابة السماء.

السلام..عليها غزة وحدها لا شريك لها في السلام ومن معها من الشعوب الحرة وأحرار العالم وقليل ما هم.
السلام على غزة وهي تختصر سنوات من الزيف والنفاق وقرون من الوهم  العربي لدعاة العروبة وحماة الرسالة والمقدسات من الدول والأنظمة العربية لتكشفها في غمضة عين ..تلك الأنظمة  التي ظلت لسنوات تربك العالم بإنعقاد عشرات القمم والمؤتمرات بخصوص فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وعناوين أخرى ظلت تتغزل بها حتى أصيبت كراسى جامعة العجول العربية بالصداع النصفي والمخاط وبعض من السعال.  
السلام على غزة..وهي تلقن العالم أبلغ الدروس وأعظمها في فن التحرر والرفض المطلق لكل أشكال المهانة والذلة والمسكنة والتهجير والحصار والإعتقال ،والإغتصاب، والذبح، والقتل،والترويع ..فشمخت عاليةً في زمن الركوع، وصرخت في زمن السكوت والخنوع والإنبطاح..
نعم صرخت وكانت صرخاتها طوفاناً من النصر والقوة والجبروت العظيم الذي زلزل فرائص الطامعين...
صرخت غزة وقاومت ومازالت حتى لو كلفها ذلك ثمناً باهظاً من المعاناة فالنصر قادم «ويومئذٍ يفرح المؤمنون».
كيف استطاعت غزة أن تكشف ركاكة وضبابية الأنظمة البلاستيكية العربية التي تتقمص العروبة وتحفظ الخريطة عن ظهر قلب ..لتفشل كل تلك الأنظمة أمام أول ورقة إختبار في مدرسة الحرية الغزاوية...مؤسف جداً ذلك الرسوب الذي يتعوذ منه الرسوب والفشل ،لكن الأنظمة المتخمة بالتخاذل رسبت ورسبت «وأما الزبدُ فيذهب جفاءً...».
فما لم تكشفه سنوات من الخداع والتضليل والنفاق..كشفته غزة في أيام.
وما عجزت عن صنعه أسلحة وجيوش أمة ، صنعته مقاومة غزة وأسودها الأبطال في أسابيع.
 كيف استطاعت غزة في غضون أسابيع قليلة أن تعري المواقف العميلة وتكشف عورتهم أمام الشمس؟؟!  ليتأكد للجميع خواء تلك الأبراج الممتدة من المحيط إلى الخليج ، بتباين موقفهم في تقديم قرابين الولاء لإسرائيل بشقيها المباشر واللامباشر..
فثمة من يغلق معبر رفح إرضاءً للكيان المحتل، وثمة من يشارك بالأدوية تضامناً مع الغطرسة الصهيونية..
ومنهم من التزم الصمت خشية أن يجرح مشاعر شيطانتهم تل أبيب..
حتى حكومة رام الله التي من المفترض أن تكون قلعة حصينة في وجه قوى الإستكبار.. هي الأخرى تتحرك من منطلق الإملاءآت الصهيو أمريكية.
إذاً.. هكذا تساقطت الأقنعة واتضحت المواقف أمام جبروت غزة وطوفانها الباسل.. وبات الجميع ما بين تخاذل عربي مخز، واحتشاد غربي مخز أيضاً؛ لتبقى غزة وكل بقاع فلسطين ومعها أحرار العالم من الشعوب المقاومة.. وبرغم الحصار والمعاناة ستنتصر غزة ويزهق الباطل أمام مشاعل الحق.
فشكراً لغزة وهذه الدروس العظمى، فقد تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود..«ليميز الله الخبيث من الطيب».. وحينها سيكون النصر والتأييد الإلهي للصامدين والمجاهدين الذين لا يخافون في الله لومة لائم.. وتلك وعود الله لكل الغيورين على دينه ورسالته وشعائره.. «ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين».

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا