كتابات | آراء

صمود المقاومة...إنجاز وإعجاز

صمود المقاومة...إنجاز وإعجاز

ما يقارب الخمسة أشهر والكيان الإسرائيلي يصب جام حقده ووحشيته وجرائمه ومجازره وحرب ابادته وتجويعه وحصاره الخانق وقطع كل اسباب الحياة والبقاء ضد أهلنا في غزة.

ومع ذلك لم ولن يستطع تطويعهم واركاعهم وما زالت غزة العزة بأهلها ومقاومتها تسطٌر الانجازات والاعجازات وتكتب صفحات المجد في كتاب طوفان الأقصى الذي لن يُغلق حتى يكتب السطر الأخير من ملحمة النصر الأكيد القائم والقادم.
وعندما نتحدث عن الإنجاز والإعجاز في صمود واداء المقاومة فنحن لا نبالغ فالجميع يدرك أن ما تخوضه المقاومة هو حرب غير متكافئة وضد جيش يصنف بالموازين العسكرية بالمراكز العشرة الأولى عالمياً من حيث امتلاك التكنولوجيا والأسلحة والذخائر والعدد والعتاد المتطور والمدعوم وبكل أشكال الدعم وبلا حدود أو قيود من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الاستعماري، بالمقابل فإن المقاومة وبالرغم من نوعية مقاتليها وبيئتها الشعبية الحاضنة وبيئتها الاستراتيجية الصعبة والحصار الخانق من حوالى عقدين من الزمن. بالرغم من ذلك كله ما زالت المقاومة المركبة ميدانياً وشعبياً تملك زمام المبادرة في الميدان وما زالت يدها هي العليا وما زال كيان الاحتلال يدور في حلقات المجازر والوحشية والقتل وليس القتال وما زال وسيبقى عاجزاً عن تحقيق الاهداف المستحيلة التي أعلنها.
المقاومة وغيض من فيض الإنجاز والإعجاز:
-استطاعت المقاومة في غزة أن تفشل المرحلة الأولى من عملية العدو والتي استمرت لأكثر من عشرين يوماً من القصف الوحشي والأرض المحروقة بعد السابع من اكتوبر وحافظت المقاومة على بنيتها الدفاعية وحماية مقاتليها ومخازن أسلحتها وقواعد إطلاقها تحت الأرض وفوق الأرض.
-جاءت المرحلة الثانية أي العملية البرية للعدو والتي ما زالت مستمرة ولأربعة أشهر وزج من خلالها العدو حوالي 40%من قواته البرية وألوية النخبة ولجأ إلى سياسة الأرض المحروقة وتهديم المنازل والأبراج والمشافي ودور العبادة والمدارس ومستودعات الأغذية والإعاشة وتجريف الأرض واستخدام اكثر من تكتيك بالغاز ومياه البحر لإغراق وإحراق الأنفاق وفشل. ودخلت قواته بشكل متباين من شمال القطاع إلى وسطه وجنوبه وكل الأماكن التي دخلها واجه وما زال مقاومة عنيفة وتكبٌد خسائر بشرية ومادية وعتاد أكبر من قدرته على استمرار تحملها وفي الوقت ذاته فقدت الكثير من الفرق والألوية التي دخلت القطاع قدرتها القتالية وتم استبدالها وإعادة سحبها ناهيك عن الحالة المعنوية المنهارة نتيجة الخسائر الكبيرة وعدم قدرة قوات العدو من البقاء وفرض السيطرة حيث كان المقاومون يتصيدون أفراد ودبابات العدو وعرباته من المسافة صفر إلى إيلامه بضربات صاروخية حتى العمق البعيد حيث كان المقاومون يظهرون ويختفون كالأشباح.
-أدى صمود وأداء وإبداع وشجاعة المقاومة وصبر وتحمل ومناعة الأهل في غزة إلى تعميق الهزيمة والفشل العسكري إلى خلاف وفشل استخباراتي وإعلامي وسياسي لدى كيان العدو .
-بالبعد الميداني أن تستطيع المقاومة بالرغم من محدودية الامكانات وجحيم المجازر المعادية والسيطرة الجوية والبرية والبحرية والاستخباراتية والاستطلاعية المطلقة للعدو أن تناور بالمقاتلين والأسلحة والقيادة وتوزع المهام والأدوار والمسؤوليات بين فصائلها وتستعوض الخسائر وتسد النقص وتوجع العدو وتمنعه من تحيق أهدافه أو صرف أو الحفاظ على السيطرة فهذا يندرج في ميزان القتال إنجاز وإعجاز ميداني وقد يصنٌف إنجاز تكتيكي لكنه إعجاز استراتيجي عسكري.
-أن تسطيع المقاومة بأسلحتها التقليدية المصنعة محلياً هزيمة وتدمير الدبابات ميركافا وهي درة التاج للصناعة العسكرية الإسرائيلية والعربة النمر واصطياد بالكمائن ومناطق القتل والجيوب النارية عناصر ألوية النخبة فهذا أيضاً يعتبر بميزان المقارنات والمقاربات انجاز واعجاز نوعي تكتيكي واستراتيجي.
-تلك التكتيكات القتالية والنارية التي استخدمتها وما زالت المقاومة تحت الأرض وفوقها ومناعة شبكات الدفاع والأنفاق أصاب العدو في حالة عجز وإفلاس وهذا إبداع وإحكام في التخطيط وتكامل مع إقدام وشجاعة في التنفيذ واستثمار الأنفاق بشكل مبدع وخلاق.
-نوعية المقاتل المنظومة بكفاءته ومستوى تدريبه وعقيدته القتالية والايمانية شكلٌت فوبيا وحالة رعب لدى العدو واثبتت أن هذا المقاتل هو أحد أهم عوامل وأسلحة النصر سيما أن العدو لم ولن يمتلكه لا الآن ولا بالمستقبل وهذا سيبقى عاملاً وحاملاً كاسراً للتوازن في الميدان لصالح المقاومة.
-كما أثبتت المقاومة علو شأنها في الميدان راحت تخوض معركة السياسة بنفس الكفاءة وحسن الإدارة وعلى قاعدة ما عجز العدو عن تحقيقه بالقوة والمجازر لن يستطيع تحقيقه بالمفاوضات والسياسة.
-كانت فصائل المقاومة تبحث قبل الطوفان عن وحدة الساحات على المستوى الفلسطيني وإذ بصمود وإنجاز المقاومة توحٌد الساحات في فلسطين وخارجها بل توحٌد الجبهات والسياسات والمواقف والأهداف في محور وساحات المقاومة.
-صمود وانجازات المقاومة وأحقية دفاعها ومظلوميتها أكسب القضية الفلسطينية تأييدا ًغير مسبوق منذ نكبة فلسطين وعرٌى كيان العد وجرائمه وادانته بشكل غير مسبوق منذ قيام هذا الكيان المشبوه.
-وهناك عوامل موضوعية لا تقل وقعاً وأهمية عن العامل الذاتي والتي تصنٌف في سياق الإنجازات والإعجازات وهي ما قدمته المقاومة في جنوب لبنان وسوريا والعراق واليمن الشقيق من استهداف وايلام العدو الصهيوني والأمريكي عسكرياً واقتصادياً ومعنوياً واذا كانت نافلة القول تقول أن طوفان الأقصى وصمود غزة مقاومة وشعباً هو إنجاز وإعجاز فلسطيني فإن الحفاظ عليه وتوظيفه يكمٌل الإنجاز والإعجاز بل أن فرائض القول تقول أن قرار فتح جبهات اليمن وسوريا والعراق ولبنان كجبهات اسناد مرشحة ان تتسع أكثر ، ان قرار كهذا في سياقه الزمني والمكاني وما حققه وفي ظل الجنون الامريكي والهستريا الاسرائيلية وتهاوي المشروع الصيوامريكي ، في ظل ذلك فإن هذا القرار يعتبر من أكبر وأخطر وأجرأ القرارات المصيرية في تاريخ المنطقة والعالم وهو يرتقي إلى قمة الإنجاز والإعجاز وبه ومن خلاله سيكتمل النصر وسيرتسم واقع جيوسياسي واستراتيجي في المنطقة لا يمكن لأحد تجاوزه كمشروع ومحور مقاومة يبقى ويقوى وينتصر.

*باحث وخبير استراتيجي وعسكري..سورية

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا