كتابات | آراء

هل هي خطة لإجلاء الفلسطينيين عبر البحر؟

هل هي خطة لإجلاء الفلسطينيين عبر البحر؟

لا تصدق ما تقوله أميركا ولوقالت "لا إله إلا الله" ، الإدارة الأميركية تكذب كما تتنفس، ولا تكون في حالتها الطبيعية إلا عندما ترتكب المجازر. هذا هو حال الغرب عموما ومن يريد أن يفهم الغرب عليه أن يستوعب أشكال الحرب.

يحتاج الرئيس الأميركي لخدعة تمكنه من وقف تدهور شعبيته في الولايات المتحدة الأميركية ، مع استمرار مخطط احتلال غزة وإجلاء أهلها لنهب ثروتها الغازية في البحر، وعسكرة البحرين المتوسط والأحمر، كقواعد متقدمة لمواجهة محور المقاومة والنفوذ الصيني- الروسي الذي يشهد تمددا اقتصاديا سريعا، في ظل أجواء هزيمة تسود في أوكرانيا.
انجلت العبقرية الشيطانية عن مشروع الميناء العائم الذي سيبنى قريبا من شواطىء غزة، ويتصل بها بجسر معدني، الحديث يدور عن مشافي عائمة وبيوت جاهزة بعد اسابيع تكون إسرائيل فيها ماضية في قتل الغزاويين وحشرهم في ذلك الشريط الضيق في رفح.
السيناريو الذي يمكن أن يكون اقرب إلى الواقع هو تفشيل المفاوضات او هدنة سخيفة، تستمر بعدها الضغوط على رفح بحيث يصبح البحر طريق انقاذ الغزاويين بسبب الرفض المصري لاستيعابهم في سيناء.
أما النشاط العسكري الصهيوني على الحدود مع مصر، فالظاهر أنه يهدف إلى إعادة السيطرة على الحدود بالكامل بحيث تزول أي خصوصية فلسطينية _ مصرية، ويعود المحتل لمواجهة المقاومة باساليب محرمة دوليا بعد إجلاء المدنيين.
التخطيط لمعركة طويلة كان واضحا من بداية الحرب في تصريحات المسؤولين الصهاينة، وفي الرفض المتكرر لوقف إطلاق النار من قبل إدارة بايدن. واليوم يبنى الميناء العائم للقيام بعدة أدوار أخطرها إجلاء الفلسطينيين عبر البحر. وفيما بعد يصبح ميناء دائما لخدمة الشركات التي ستسيطر على ثروة البحر الأبيض المتوسط من النفط والغاز بالقوة... إنطلاقا من نهب آبار غزة الغنية ...
مهمة أخرى للميناء العتيد يجب أن لا ننساها وهي دعم إسرائيل بالجنود الأميركيين الذين يخففون من مشاكل الإرهاق الميداني الذي ظهر على جيش العدو... فيما لا تزال المقاومة الفلسطينية قادرة على فتح الجبهات في أحياء قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب. يعني قاعدة عسكرية أميركية لمساندة الكيان الصهيوني في معركته لاحتلال غزة والسيطرة عليها وإدارتها مباشرة أو عبر عملاء، وإعادة تأهيل الجيش والدولة بعد الضربة التي هزت أسس الكيان الصهيوني.
على خط آخر وابتداء من باريس تمارس أميركا وكيانها الصهيوني، لعبة "الإلغاء الديبلوماسي" لحماس، فتملي على الدول الوسيطة ما تريد وتنتظر منهم "الموافقة" فقط ، وتخطط معهم لمستقبل غزة وكأنها غلبت حماس وسحقتها وأجلت الفلسطينيين عن أرضهم. أسلوب التجاهل هذا سيجعل الوصول إلى هدنة تنفع غزة مستحيلا وسيتطلب أنواعا أخرى من الضغط على الأميركي والصهيوني.
ولذلك فإن نشاطا مقاوما وشعبياهادرا لا بد أن يقول بصوت مرتفع "ما زلنا هناولم نختف بعد". أقله اشتعال الضفة الغربية والشوارع العربية ، وارتفاع حرارة الجبهات المساندة كما حصل بالأمس مع 35 مسيرة يمنية ضربت لأول مرة مدمرات وسفن أميركية بهذه الكثافة.
في هذا الوقت يتم حقن الإقتصاد المصري المترهل بالقروض والمساعدات، ويتم إشغال الشعب المصري بقوت يومه، ويفشل الأردنيون في قطع طريق دعم الكيان الصهيوني عبر الحدود، ويفاوض التركي على حصته من كعكة المتوسط مع بلينكن... وتنشغل السعودية في تصوير تطبيعها مع الكيان الصهيوني بوصفه خدمة للقضية الفلسطينية.
لن يتوقف الأميركي إذا لم يشعر بأن مصالحه في خطر، لن تتوقف المجزرة بدون إسقاط شعبي لداعميها من الحكام العرب. مع أهمية الفصل بين الشعب الأميركي الذي ظهر أنه كان ضحية حصار معلوماتي على مدى عقود. .. و تلك العصابة المجرمة التي تحكم أميركا، لا بد من تحويل أي وجود أميركي في المنطقة إلى عبء لا يمكن احتماله، ولا بد من ضغوط من النوع الذي يظهر على مؤشر داو وجونز. ويضمن تحولا في نتائج الإنتخابات المقبلة تخرج الحكم في أميركا من دائرة سيطرة "الإيباك".. فلا بايدن ولا ترامب.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا