كتابات | آراء

البحر الاحمر التهديد المتصاعد للكيان

البحر الاحمر التهديد المتصاعد للكيان

منذ بداية العدوان الصّهيوني الأمريكيّ على غزّة والشيطان الأكبر المتمثّل بالولايات المتحدة الأمريكيّة وخلفها بريطانيا وقوى الغرب الدّاعمة للعدوان يحاول ذلك الشّيطان أن يتقمّص دور الملائكة مرتدياً ثوب السّلام تارة ومتجلبباً عباءة حقوق الإنسان تارةً أخرى وهو الأكثر إرهاباً وإجراماً في العالم.

آخر ابتكارات ذلك الشّيطان وحلفه وأدواته هو إعلانه عن وقوع كارثةٍ بيئيّة في البحر الأحمر في ظلّ استمرار هجمات (الحوثيّين) على السّفن المتجهة إلى الكيان الصّهيوني ممّا يشكّل خطراً على البيئة اليمنيّة وتهديداً للحياة البحريّة. ذلك الشّيطان الذي لم يرفَّ له جفنٌ في دعمه ومشاركته للعدوان على اليمن طيلة ثمان سنوات ونصف ومشاركته في حربِ إبادة الشّعب الفلسطينيّ في غزّة منذ خمسة أشهر تقريباً لم تهتزّ إنسانيّته على أطفال اليمن وغزّة لأنّه مجردْ من الإنسانيّة ولم تثر ثائرته حرصاً على البيئة بعد استهداف الكيان الصّهيوني لمرفأ بيروت عام 2020 بل انتفض حرصاً على البيئة والثّروة السمكيّة في البحر الأحمر لأسبابٍ كثيرةٍ أهمّها:
1 – تصاعد هجمات القوّات المسلّحة اليمنيّة على السّفن المتجهة للكيان الصّهيوني والبوارج الأمريكيّة والبريطانيّة التي تعمل على حمايتها
2 – تفاقم الأزمة الاقتصاديّة داخل الكيان الصّهيوني المؤقّت نتيجة الحصار البحريّ الذي فرضته القوّات المسلّحة اليمنيّة في البحر الأحمر وباب المندب
3 _ ارتفاع درجة المخاطر التي تواجه التّجارة الخارجيّة للكيان الصّهيوني ومع ارتفاع منسوب تلك التّهديدات على مستوى التّجارة الخارجيّة وتهديده لاقتصاد الكيان.
4 – تراجع التّجارة العالميّة بالحصار وارتفاع نسبة الخسائر الدّوليّة بنسبةٍ أكبر مع استمرار الهجمات.
5 – ارتفاع أسعار كلفة الشّحن بنسبة 170 بالمئة للشّحن عبر البحر الأحمر وباب المندب
في هذا الإطار نشر موقع "ستاتيستا" الإحصائيّ بيانات أشار فيها إلى أنّ واردات آسيا للكيان الصّهيوني بلغت أكثر من 24.6 مليار دولار عام 2021 ومقارنة بأرقام اليوم فإنّ هجمات (الحوثيّين) تسبّبت بخسارة الكيان نحو 41 مليار دولار من تجارته الخارجيّة. وبالتالي فإنّ خسائر العدوّ الصّهيوني الاقتصاديّة الناجمة عن استمرار الحصار في البحر الأحمر وتصاعد الهجمات على السّفن الدّاعمة له آخذة بالارتفاع السريع بتكاليف النّقل، وتجنّب السّفن العالميّة موانئ العدوّ بسبب مخاطر الحرب والكلف الباهظة للتأمين وهو ما أكّده موقع غلوباس الصّهيوني Globes
وتحدّثت عنه صحيفة هآرتس العبريّة نقلاً عن مصادر صهيونيّة متعدّدة اعترفت بالمخاطر التي باتت تشكّلها جماعة الحوثي لمصالح إسرائيل باستهداف سفنها بالبحر الأحمر وفقاً للصّحيفة التي أشارت إلى أنّ الحوثيّين أصبحوا يشكّلون تهديداً على التّجارة الخارجيّة الاسرائيليّة في البحر الأحمر، خاصّة من زاوية الواردات القادمة من شرق آسيا.
خلاصة القول إنّ هجمات القوّات المسلّحة اليمنيّة استطاعت أن تحدث تحولاً في مسار المواجهة مع الأمريكيّ والبريطانيّ والصّهيونيّ بات يشكّل تهديداً أكبر لمصير الكيان وحتمية زواله إضافة إلى ما شكّلته تلك الضّربات من حالة استنهاض للأمّة وشبابها مرسخة قاعدة تقول إنّ أمريكا ليست قدراً ويمكن هزيمتها وإنّ كيان العدوّ الصهيونيّ هو أوهن من بيت العنكبوت. إنّ أهمية ما يقوم به أنصار الله والقوّات المسلّحة اليمنيّة بإمكانيّاتهم المتواضعة قياساً بما تمتلكه قوى الاستكبار يشكّل خرقاً لثقافة الانهزام التي عمدت بعض الأنظمة العربيّة انتهاجها وهو ما كتب عنه الصّحفي الأمريكيّ روبرت وورث الذي شغل منصب مدير مكتب نيويورك تايمز في بيروت. حيث كتب في مجلة ذا أتلانيك وهي مجلة النّخبة الأمريكيّة ومعروفة بمواقفها الصّهيونيّة في مقال تحت عنوان "الحوثيون سعداء للغاية" يقول فيه إنّ عبد الملك الحوثيّ قد يكون الآن أكثر الشّخصيات العامّة شعبيّة في الشّرق الأوسط. ومنذ أن بدأ جنوده يهاجمون ويصعدون على متن السّفن التّجاريّة في البحر الأحمر في تشرين الثاني/نوفمبر - وهو ما يُعتد به في الدّفاع عن فلسطين - عومل معاملة تشي غيفارا، وهو تشي غيفارا، الذي تعرض صورته وخطاباته على وسائط التّواصل الاجتماعيّ عبر خمس قارات. قد لا تكون نابضة الحوثيين قد فعلت الكثير من أجل غزّة، ولكنّها أحدثت ثقباً في الاقتصاد العالميّ، ممّا أجبر حركة المرور البحريّة بعيداً عن قناة السويس. كما جعلت الحوثيّين أبطالاً للشّباب العرب والمسلمين الذين يعتنقون القضية الفلسطينيّة كقضية خاصّة بهم. ولن يفصلهم عنها التصعيد الامريكي فاليمنيون ليسوا كغيرهم من العرب فقد تخطوا مرحلة البكاء على الاطلال وهم قوم لا تهزم لهم راية ولن ترهبهم التهديدات الامريكية وهم ماضون في مراكمة الانتصارات للأمة وما العملية الازدواجية التي استهدفوا فيها السفينة الامريكية PROPEL FORTUNوبعض المدمراتِ الحربيةِ الأمريكيةِ في البحرِ الأحمرِ و خليجِ عدن، الا دليل على جديتهم في مواصلة المعركة حتى النصر.
#كاتب وإعلامي لبناني

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا