كتابات | آراء

أمريكا بين مسرحية الميناء العائم والخطر القادم..

أمريكا بين مسرحية الميناء العائم والخطر القادم..

فعلاً شر البلية بل وشر البرية ما يُضحك عندما تقول الولايات المتحدة الامريكية أنها بصدد إقامة ميناء عائم على شاطئ غزة لتقديم المساعدات الانسانية وهي المسؤولة بل الشريك والراعي الرسمي لحرب الابادة والمجازر وحرب التجويع وفي رقبتها دماء اكثر من مائة الف فلسطيني بين شهيد وجريح .

-أليست هي من تشٌكل العمود الفقري لحرب الابادة ومجازر ووحشية الكيان الاسرائيلي وتمده بكل أنواع قنابل الموت وذخائر الإبادة وأسلحة القتل وتوفٌر له قبة عسكرية وسياسية وقانونية وتمدد له المهل لمزيد من القتل والابادة وقطع كل اسباب الحياة عن اهلنا في غزة؟ أليست أمريكا هي التي تمد كيان القتل والاحتلال بما يحتاجه من مساعدات اقتصادية ؟
أليست أمريكا هي التي تحاول يائسة بعدوانها وارهابها واجرامها على اليمن والعراق وسورية لمنعها من مساندة غزة وشعبها في وجه حرب الإبادة الصهيوامريكية ببعدها الميداني والإنساني ضد أهلنا في غزة؟ أليست هي من استخدم الفيتو أربع مرات لمنع وقف العدوان على غزة واستهترت بكل الميزان الشعبي والقانوني والانساني الذي يؤيد حق فلسطين وغزة ويدين جرائم ومجازر كيان الاحتلال.
هل يوجد عاقل ومتابع في هذا العالم الا ويدرك بأن امريكا اذا ارادت ان توقف العدوان وحرب الابادة في غزة فستوقفه خلال ساعات؟!
-إذاً ما معنى هذه المناورة الامريكية واهدافها ومخاطرها..
يهدف الامريكي من خلال هذه المناورة بالعزم على انشاء ميناء بحري عائم على شاطئ غزة مع ضرورة وجود حوالي 1000 جندي أمريكي لتأمينه وحمايته الى عدة أهداف:
1-شرعنة الوجود الأمريكي كقوة احتلال بذريعة أهداف انسانية ليكون بديلاً عن الاحتلال الاسرائيلي عند انسحابه من غزة مرغماً.
2-اطلاق العنان للعملية العسكرية للكيان الاسرائيلي باتجاه رفح وما تبقى من قطاع غزة سيما ان امريكا ستقول انها ستتحمل مسؤولية الامداد بالمساعدات أي ستكون غزة تحت مطرقة النار الاسرائيلية وسندان منع المساعدات.
3-احكام الحصار البحري من قبل امريكا وبديهياً من قبل الكيان الاسرائيلي ووضع اليد على الثروات البحرية من نفط وغاز في بحر غزة.
4-منع والغاء المعابر البرية (رفح) وحصر المساعدات بما يمرره الامريكي والاسرائيلي وقصر يد مصر عن التدخل بغزة.
5-تحويل غزة الى قطاع محاصر واستخدام سلاح المساعدات لتطويع ما تبقى من اهلنا في غزة.
6-الطريق المعتمد للإمداد من قبرص الى ميناء اشدود الاسرائيلي للتفتيش ثم الى غزة وهذا يعني السيطرة البحرية عسكرياً على المياه الدولية شرق المتوسط ومنع السفن القادمة الى سورية ولبنان الا بما تريده امريكا والكيان الاسرائيلي.
7-محاولة امريكية لتبييض سجلها الاسود وتصدير صورة بأنها ليست شريكاً في العدوان واستثمار تلك الصورة في تلميع صورتها التي اهتزت كثيراً اخلاقياً وقانونياً وانسانياً حول العالم وحتى داخل امريكا ومحاولة امتصاص الهبة الشعبية التي ظهرت وتتصاعد داخل امريكا وستؤثر على ميزان الانتخابات.
8-أن هذا الرصيف العائم والمكر القائم والنوايا والخطر الامريكي الاسرائيلي القادم أخطر ما فيه أنه يسعى لتحقيق الهدف المضمر والذي عجز عنه كيان العدو وهو تهجير اهل غزة الى سيناء وهنا يُراد من هذا الميناء الفخ ان يأتي بالمساعدات الاعلامية والشكلية ويعود بتلك السفن محملة بأهل غزة تحت ضغط آلة القتل والجوع الى قبرص كمحطة اولى وتوزيعهم لاحقاً الى بلدان العالم واكمال مشروع التهجير .
9-ليس بعيداً ان تكون الولايات المتحدة نسقت مع كيان العدو لسحب سلاح المساعدات والتجويع من التداول لما قد يفعله هذا الأمر بأبعاده الإيمانية والإنسانية وتفريغ حالة الغليان التي يمكن ان تحصل في العالم العربي والاسلامي في شهر رمضان المبارك قبل حصولها أي تدبير وقائي امريكي لتجاوز شهر رمضان بدون اي فعل او ردة فعل.
10-بالتأكيد ليس الهدف من هذا الميناء الحرص على الشعب الفلسطيني ورفع المعاناة عن أهل غزة ولا يعكس هذا المشروع المشبوه تبايناً بين الادارة الامريكية ونتنياهو وحكومة الحرب بل هو تنسيق واضح مع بعض الاطراف الاقليمية وفاضح مع كيان العدو وفي جوهر مراميه ان يشكٌل هذا الميناء رأس جسر ومحطة لمشروع الطريق الهندي الامريكي الى المتوسط في رحلة السباق والصراع بين المشروع الهندي المذكور ومشروع الحزام والطريق الصيني.
الخلاصة: كل ما سعى اليه كيان العدو في غزة وفشل في تحقيقه في الميدان والمفاوضات انما يُراد لهذا المشروع الامريكي ان يحققه لذا فإن رفضه ومواجهته كوجهة نظر هي واجب وحاجة وضرورة فلسطينية وعربية واسلامية وانسانية ومقاومته واجهاضه فرض عين على كل مقاوم.

باحث وخبير استراتيجي وعسكري.سورية

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا