كتابات | آراء

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرط بحق الأمة والإنسانية ! (2)

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرط بحق الأمة والإنسانية ! (2)

(المعرفة بين منطق الضرورة القصوى والحاح الحاجة الماسة)..
في العموم اجمالاً يمكن القول بعد الإستناد إلى أكثر من حقيقة وشاهد وسبب : إن المعرفة الشاملة الكاملة لأي شيء وكل شيء ذات أهمية كبيرة بل وتمثل ضرورة للإنسان في كل زمان ومكان .

وقد ارتبطت المعرفة ارتباطًا وثيقًا ومباشراً بهذا الكائن البشري المُسمى الإنسان لكثرة نسيانه وبوجوده على كوكب الأرض، بعد أن خلقه ربه ونفخ فيه من روحه وأمر ملائكته بالسجود له تكريمًا لذاته وتعليمه جميع الأسماء التي أراد الله أن يعرفها والتي عرضها لاحقًا على الملائكة وما عرفوها، وأمر آدم بأن يُخبرهم بها كدلالة على أحقيته بالتفضيل للقيام بمهمة استخلافه على الأرض.
وتلك الأسماء التي علم الله سبحانه آدم أبو البشر الذي خلقه من تراب تعني أشياء كثيرة ومتنوعة لمعارف شتى اختص الله بها آدم وحده وعلمه إياها، وهي تندرج ضمن السياق المعرفي الشامل للكثير والكثير من الأشياء ذات الصلة بوجوده هو وذريته على الأرض وما يتصل بالكون عامة وغير ذلك .
وقد شاءت ارادة الله الخالق أن يلم آدم بكل ذلك وتكون له المعرفة الشاملة والحصرية واختصه هو وحده دون الملائكة لتكون له المعرفة التي ارادها ربه له وتكون منهجاً ودروساً له ودليل رشد في القادم من أيام وجوده على الأرض.
وقد أشار القرآن الكريم بوضوح إلى قصة آدم وتناولها بإسلوب قصصي وحواري بديع في أكثر من آية ومنها ما جاء في سورة البقرة بتفصيل ووضوح أكثر .
حيث يقول الله تعالى ما مفاده ومعناه بخصوص قصة آدم وما أمده ربه من معرفة شاملة عن عدوه إبليس وما حذره منه ، وجاء في السورة المذكورة ما نصه: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلُ في الأرض خليفة، قالوا أتجعلُ فيها من يُفسد فيها ويُسفك الدماء ونحنُ نُسبح بحمدك، ونُقدسُ لك، قال إني أعلمُ مالا تعلمون، وعلم آدم الأسماء كلها، ثم عرضهُم على الملائكة، فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، قال يا آدم انبئهم بأسمائهم، فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض واعلم ما تُبدون وما كنتم تكتمون، وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين، وقُلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكُلا منها رَغَداً حيث شئتُما، ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين، فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه، وقُلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوُ ولكم في الأرض مُستقرُ ومتاعُ إلى حين) (البقرة: 36).
وعلى ضوء ما جاء في النصوص القرآنية بذلك الخصوص نعرف أن الله قد بين لآدم كل ألاعيب إبليس عدوه الأول وأشار في أكثر من آية إلى حيله الماكرة وحذره أيضاً من جميع الوسائل التي سيلجأ إليها الملعون إبليس الذي طرده الله من رحمته ، ونعرف كذلك أن المولى سبحانه بين لآدم مليًا كيف يمكن لإبليس الرجيم النفاذ إليه بتلك الحيل لكي يغويه ويجعله يعصي ربه؟.. وكيف أن آدم بدا حينها كمن غفل ونسى تعليمات الله وتحذيراته له من إبليس؟!.. ولن نكثر الجدل في ذلك وننغمس كثيراً في غيبيات لم نحضرها، وحسبنا أن نكتفي هنا بالقول: لعلها حكمة إلهية قضت بأن ينسى آدم ما تعلمه من ربه من دروس وإرشادات معرفية وضح الله له فيها كل شيء وكان يتوجب عليه معرفة كل ذلك لاسيما ما يتعلق بغواية إبليس له وهو الذي تسبب بحسب ما جاء في القرآن الكريم في اخراج آدم وزوجه من الجنة ، ليهبطا بعد ذلك منها إلى الأرض .
ولو رجعنا إلى النصوص القرآنية التي تناولت قصة آدم لوجدناها حافلة بكل ما يلزم من معرفة مُبتغاة كان الأولى به أن يأخذ بها وهي تحذره صراحة مما يخطط له عدوه المبين إبليس الرجيم وما يكيد له ولذريته .
بيد أن تلك النصوص القرآنية الصريحة بما تضمنته من خطاب مباشر من الله لآدم وذريته من بعده، كلها تندرج ضمن سياق المضمون المعرفي الشامل الذي أراد الله ان يكون الإنسان مُلمًا به وعلى دراية كاملة به، فأنت تعرف شيئًا ما مثلاً ، فهذا يعني أنك على علم كافٍ به ولست من عداد الجاهلين له، وأنت تعرف يعني أنك لست جاهلاً، والمعرفة تعني العلم بالأشياء والإدراك لها، وتبقى معرفة الأشياء عمومًا من الأولويات والأساسيات التي ينبغي على كل إنسان أن لا ينأى بعيداً عنها، بل ويحرص أن تكون في متناول يده .
ومن المعارف الأكثر أهمية للإنسان (معرفة عدوه) والحرص دومًا على معرفة كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة عنه، ليكون بالتالي مؤهلاً وعلى استعداد لمواجهته والتصدي له .
وبدون أن تعرف عدوك وكنهه وطبيعته وما لديه من قوى وما يخطط له ...إلخ، فقد يُفاجئك بالضربات الموجعة الماحقة ويقضي عليك بكل سهولة ويسر، ونحن العرب والمسلمين اليوم أحوج ما نكون لمعرفة عدونا أو أعدائنا وهم بلا شك كثر، وعلى رأس هؤلاء الأعداء الأشرار الألداء شياطين هذا العالم وأباليسه الذي ننتمي إليه، عجوز أوروبا الشمطاء الخبيثة (بريطانيا) وحليفتها ووريثتها في الشر والإجرام (أمريكا) وذلك الكيان اللقيط الهجين الغريب الذي زرعه الإستعمار الغربي الحديث في قلب المنطقة العربية بفلسطين منذ أكثر من سبعة عقود من الزمن ممثلاً بما يُدعى ويُعرف اليوم بإسم (إسرائيل)..

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا