كتابات | آراء

هل يصلح العطارُ ما أفسده المتفيقهون...؟!ُ

هل يصلح العطارُ ما أفسده المتفيقهون...؟!ُ

التاريخ لم ولن يعود إلى الوراء ولكن أحداثه قد تتكرر بصور متعددة أو بأخرى وبأنماط مختلفة فالمآسي التي مرت عبر القرون كانت مشوبةً بالكثير من الظلم والاضطهاد والجبروت، وكم من إمبراطوريات سادت ثم بادت، كل هذا كان يحدث بسبب الظلم والاستعلاء والجبروت،

وتأكيد مفهوم نفوذ الجبابرة الطغاة على حساب الفقراء والدهماء من عامة الناس والمعدين الذين لا يجدون قوت يومهم إلا بالكاد.. عندما تُسن قوانين العين بالعين والسن بالسن ثم تُسلب حقوق الفقراء والدهماء من الناس بصورة فاضحة ومجحفة دون مراعاة لأوضاعهم المأساوية وبغض الطرف عن أكابر القوم، ولا يعيرون أية حقوق لتلك الفئة المهمشة اجتماعياً وحياتياً وإنسانياً، هنا تنشأ الفروقات الطبقية، وتكمن شريعة الغاب وتطفو على السطح الاضطرابات العقلية والنفسية والفراغات الطبقية المذهلة من هنا تبدأ مراحل السقوط إلى مهاوي عميقة وشروخ غائرة يصعب ترميمها أو ردمها أو إعادة بنائها فما أكثر فراعنة عصرنا اليوم وهكذا دورات التاريخ الذي يختزل الكثير من الأحداث والمجريات المشوبة بالظلم والرفث والصراعات والنزعات الفكرية والمذهبية والطائفية المليئة بالحقد الكراهية، كل فئة تدعي حب ليلى وليلى بالعراق سقيمة على فراش الموت.. ما يحدث في أرض غزة الشامخة برجالها الصناديد وحرائرها العفيفات وأطفالها الأبرياء من جرائم نكراء ومذابح شنعاء وكأن التاريخ يعيد نفسه لجريمة الهولوكست الفاشية النازية التي داست على كل القيم الإنسانية والمبادئ والأخلاق ولم تعترف بقيم إنسانية أو مواثيق دولية أو قوانين أممية أو منظمات حقوقية في زمن العولمة النازية والكيل بمكاييل عدة.
فالمتأمل في تاريخ الشعوب قديماً وحديثاً سيجد الغث والرفث ملئ في تراث الفكر الثأري والنزعات المذهبية التي أعمتها الغوغائية والعصبوية الحاقدة فالشعوب التي مازالت تحبو على ركبتيها وترفع شعارات وتراتيل عفا عليها الزمن من دهاقنة التأويل والتفاسير المغلوطة، وينادون بالحريات وحقوق الإنسان كأنها طائر مبلل بالماء، هي شعوب مازال خريفها لم يثمر بعد وأوراق أشجارها صفراء ذابلة تصول وتجول كناقة عرجاء في بيداء قاحلة دون رؤية أو هدف، وفي ظل هكذا غث ورفث تطفو فئة الذين يبيعون الشرف الرفيع لأجل حفنة مال أو منصب مرموق أو عرض دنيوي زائل وتختلط المياه الزرقاء بالمياه البيضاء، وتعمى الأبصار، ولكن لا تعمى القلوب التي في الصدور.

صفوة القول:
لابد أن نتفاءل دائماً طالما هناك وعد إلهي بأن الأرض يرثها عبادي الصالحون، ونغوص في خلوة الذات واليقين والوعد الإلهي بأن الدنيا مازالت بخير والعاقبة للمتقين.. لذلك لابد أن نحاسب أنفسنا على هفواتها، وأن نزن أعمالنا بميزان العدل والإنصاف دون مواربة أو مداهنة كما جاء في الحديث النبوي الشريف: "حاسبوا أنفسكم قبل أنْ تُحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن تُوزن وتأهبوا للعرض الأكبر"، ولنتأمل قوله تبارك وتعالى: ( أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوةً وآثاراً في الأرض فأخذهم بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق) سورة غافر (21) طُوبى لمن أنصف ربه وسلك سبل الراشدين وأناب إلى ربه خاصةً مع إهلالة شهر رمضان الكريم.

كلمات مضيئة:
علينا ألا ننخدع بزخارف الدنيا وزينتها الزائلة، الدنيا أيام معدودة ما ذهب منها لن يعود وعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء فلا تغرنكم الأماني، ولا يغرنكم بالله الغرور وتذكروا قول الصادق المصدوق رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام "فو الله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم".. فطوبى لمن أدرك أن الدنيا فانية وزائلة وأن الآخرة هي الباقية الخالدة فاليوم عمل بلا حساب وغداً حساب بلا عمل.. كن مؤمناً بأن فرج الله قريب من عباده المؤمنين الصابرين.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا