كتابات | آراء

قراءة من ملفات القضية الفلسطينية (4)

قراءة من ملفات القضية الفلسطينية (4)

قصب السبق في الكتابة بالعربية عن الانتداب البريطاني والمقاومة الفلسطينية لكتاب "جهاد فلسطين العربية" الذي اختاره الأستاذ وليد الخالدي بين أن اختياره لم يستند إلى اعتبار السبق الزمني فحسب فالكتاب في صلبه مؤلف رصين موثق يجمع بين السرد والتحليل

ويعتمد على وثائق أولية دبلوماسية وبيانات سياسية رسمية وتقارير لجان بريطانية ملكية فنية اعتماده على احصائيات حكومية ومصادر أجنبية صهيونية وغير صهيونية بحيث عكس الخلفية القانونية للمؤلفين إبراهيم نجم وأمين عقل وإلمامهما الميداني المباشر بممارسات الحكومة البريطانية..
المرجع مجلة الكتب وجهات نظر العدد 125 يونيو من عام 2009م وتشير ظروف تأليف الكتاب إشارة لافته إلى موقع لبنان في عالم النشر العربي في أواسط الثلاثينيات من القرن العشرين وإلى العلاقة الحميمة بين العاملين في الحقل الوطني في البلدين وإلى حرص أبناء فلسطين الشديد على تعريف سائر الوطن العربي بمعاناة بلدهم.
ويلاحظ من مراجعة قائمة محتويات الكتاب أنه يتألف علمياً من ثلاثة أبواب أولها تمهيد عن الفترة السابقة لإقرار نظام الانتداب البريطاني على فلسطين وثانيها عرض نظام الانتداب ذاته ولممارساته الإدارية والمالية والقانونية وثالثها سرد لوقائع المقاومة للحكم البريطاني مُنذ نشأته مع التركيز على الثورة الكبرى منذُ انطلاقها في ابريل 1936عام م ولغاية تاريخ الانتهاء من تأليف الكتاب في أغسطس عام 1936م أي قبل نهاية المرحلة الأولى من الثورة بثلاثة أشهر وتوضيحاً للإشارة إلى المرحلة الأولى من الثورة نقول أن الثورة انقسمت إلى مرحلتين أولاهما المرحلة التي امتدت من تاريخ اندلاعها السالف الذكر لغاية 11 أكتوبر 1936م عندما استجابت اللجنة العربية العليا على هيئة سياسية في البلاد برئاسة الحاج أمين الحسيني لنداء ملوك وأمراء العرب في اليمن والعراق والسعودية وشرق الأردن بوقف الإضراب العام وأعمال المقاومة تمهيداً لوصول لجنة بريطانية ملكية برئاسة اللورد بيل إلى البلاد لتقصي أسباب اندلاع الثورة وقد وصلت اللجنة فعلاً في 11 نوفمبر 1936م وبقيت في البلاد لغاية يناير عام 1937م واستمعت خلال أقامتها إلى شهادات ممثلين للإدارة البريطانية المحلية وللقيادات السياسية الفلسطينية واليهودية وأصدرت في 7 يوليو عام 1937م تقريرها الأسود الذي أوصى بتقسيم البلاد إلى دولة يهودية وكيان فلسطيني عربي يضم إلى شرق الأردن على أن يتم الإجلاء القسري لمئات الآلاف من الفلسطينيين عن الدولة اليهودية المقترحة وما أن صدر هذا التقرير حتى انفجرت الثورة ثانية حنقاً وغضباً وتأججت واتسع نطاقها المسلح ولم تخمد إلا في أواخر عام 1939م تحت وطأة الضربات العسكرية البريطانية الوحشية المتراكمة التي انزلها الجيش البريطاني بالشعب الفلسطيني ومناضليه وهكذا يكون قد تم تأليف كتاب "جهاد فلسطين العربية" وطباعته وسط هذه الأحداث الجسام وقبل إذعان اللجنة العربية لنداء الملوك بنحو ثلاثة أشهر".
المرجع: مجلة كتب وجهات نظر العدد 125 يونيو 2009م ص28 ص39 توصيفات ليد الخالدي.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا