كتابات | آراء

العام العاشر من الصمود

العام العاشر من الصمود

يأتي علينا العام العاشر للصمود اليمني لدخول السادس والعشرين من الشهر الجاري يوم أعلن التحالف عدوانه على اليمن ومنذ بداية العدوان تجلت حقائق وتغيرت موازين لمعادلات هامة كان لها تأثيرها على الصعيد الإقليمي بل والعالمي..

وسيخلد التاريخ الصمود الذي سطره اليمنيون لأنهم اجتازوا محطات صعبة وثبتوا على مبادئهم رغم ما تعرضوا ويتعرضون له من قتل ودمار وحصار وكانوا وما يزالون قادرين على تحمل كل تلك الصعاب فقد تمكنوا من مواجهة العدو رغم تعدد أشكال عدوانه ولن ينسى اليمنيون ليلة الاعتداء السافر بتاريخ 26 مارس حيث استفاق أهالي العاصمة صنعاء على أصوات سلسلة من الغارات العنيفة التي استهدفت المدنيين بشكل مباشر ومنذ تلك الليلة تلاحقت الغارات واستهدفت كل محافظات الجمهورية اليمنية ضاربة عرض الحائط بكل القوانين الإنسانية والدولية وغير آبهة بالأضرار الجسيمة التي خلفتها واستمر العدوان لسنوات وبمبررات واهية و غير منطقية.
لكن الشعب اليمني واجه كل ذلك بحزم وهمة عالية ولم ينهزم أمام قدرات العدو الهائلة وأسلحته المتطورة وسطر المجاهدون في جبهات الكرامة أعظم الملاحم البطولية وكانوا نداً لهذا العدو المتغطرس وهزموه في عدة مواقع ومع مرور الوقت تطورت قدرات الجيش اليمني ودخل التصنيع الحربي المعركة ذلك التصنيع الذي أذهل العالم ولم يستوعب أن تلك الصناعات العسكرية يمنية مائة بالمائة بل ذهب بقوله أنها تصنيع (إيراني)..! وتطورت تلك الصناعات العسكرية مع مرور الوقت حتى أصبحت تصيب الأهداف على المدى البعيد الذي لم يتوقعه العدو نفسه.
كذلك ساهم الوعي المجتمعي في رفد الجبهات بالقوى البشرية والمعنوية وأصبح المجتمع اليمني أكثر وعيا بثقافة الجهاد والاستشهاد والتف الجميع حول المسيرة القرآنية واستقوا من خبرات المجاهدين الأوائل واستفادوا الكثير من مدرسة الجهاد التي نالوا بعدها العزة والكرامة وتتالت الانتصارات ونكلوا بالعدو أشد تنكيل في جبهات الكرامة وكبدوه الخسائر الفادحة واتضح وهن هذا العدو الذي استعان بجنود مأجورة مدفوعة الثمن وتهاوى تحالف الشر وانفض وانسحب بعض المتحالفين بعد أن أدركوا أنهم انخرطوا في تحالف غير منطقي, و ظالم انتهك الحرمات وكل القوانين المتعارف عليها.. واليوم يدخل العدوان عامه العاشر وقد أصبح الشعب اليمني حراً شامخاً لم ينحني أمام كل تلك العواصف التي واجهها بل أثبت للعالم بأسره انه قادر على الدفاع عن مقدراته ومكتسباته وانه متمسك بحبل الله ومتسلح بالإيمان الذي كان له أكبر سند ومدد ولم يقتصر التطور على التصنيع العسكري بل التصنيع في عدة مجالات بغية الوصول إلى الاكتفاء الذاتي وخصوصاً في ظل الحصار المستمر على اليمن براً وبحراً وجواً وعاد المواطن اليمني وبقوة للزراعة والاهتمام بالثروة الحيوانية مما أسهم في خلق منتج يمني بديل عن الخارجي وكان ذلك بتوجيهات من القيادة الحكيمة وتطورت الأحداث على الساحة إلى أن أصبح هذا الشعب الحر يشكل خطراً كبيراً على العدو الصهيوني والأمريكي اللذان كانا شريكان في العدوان على اليمن منذ اليوم الأول وتمكنت اليوم القيادة الحكيمة والقوات المسلحة من الضغط على العدو الصهيوني بعد أحداث غزة الدامية باستخدامها ورقة الملاحة البحرية وشكل ذلك مصدر رعب على تلك الدول المعتدية ولم ولن يوهن عزم هذا الشعب اليمني الجبار ولن يتراجع عن الدفاع من مقدرات بلده وعن المقدسات الإسلامية أو الوقوف إلى جانب غزة وأبناءها فهو ذلك الشعب الشهم الكريم طيب الأعراق.
وسيستمر في الدفاع والمواجهة عام تلو الآخر حتى تحرير كل شبر وطرد المحتل ويبقى اليمن حراً شامخاً شموخ جباله الشماء.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا