كتابات | آراء

ما الذي ينتظره المسلمون ليتحركوا ؟!

ما الذي ينتظره المسلمون ليتحركوا ؟!

سؤال مشروع يجول في عقل وضمير كل مسلم غيور يهمه أمر المسلمين، ويهمه ويشغل باله ويؤرقه ما يجري لإخوانه وأشقائه الذين تكالب عليهم كل أشرار الأرض ومُجرميها وكل أرباب الحقد والانتقام والعنصرية الصهيونية المقيتة من الإسرائيليين والأمريكان والأوروبيين وغيرهم ممن يجمعون على معاداة المسلمين ودينهم الحق (الإسلام)..

سؤال يبحث عن إجابة شافية من أمة الإسلام ولا يجدها في زحمة الأحداث المتسارعة والمواقف المتناقضة والملتبسة.. لا شيء سوى الحيرة والاستغراب هما المسيطران ولا شيء سوى التوقعات والتكهنات هما سيدا الموقف.. لا سيما ونحن الآن في نهاية الشهر السادس من العدوان الإرهابي الذي لم يهدأ ولم يتوقف ولم يكُف عن القتل وسفك الدماء..
كل ما يتوقعه أو لا يتوقعه عقل بشر من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تستوجب التحرك لمواجهتها قد حدثت وتكررت وما زالت تحدث في غزة على مدى أشهر العدوان الستة بكل ما تحمله من بشاعة وفظاعة تهتز لها الجبال الرواسي.. فما بالكم بالبشر وذوي القُربى من المسلمين الذين يُوجب عليهم دينهم الإسلامي الحنيف مناصرة إخوانهم وعدم التخلي عنهم وتركهم فريسة سهلة لعدوهم.. عدو الله وعدو الدين..
كل ما يستلزمه تحرك المسلمين من مشروعية وتأييد والتفاف شعبي قد عبرت عنه الكثير من الفعاليات.. عبرت عنه مناشدات ودعوات العلماء والوُعاظ ورجال الفكر والكتاب في كل مكان من عالمنا الإسلامي.. وعبرت عنه الشعوب بكل توجهاتها التي خرجت وما زالت تخرج إلى الميادين والساحات في حشود جماهيرية غاضبة تشبه الطوفانات.. هديرها لا يتوقف وصيحاتها تدوي في الآفاق تدين وتندد بالعدوان وتطالب كل من يعنيهم الأمر من المسلمين بالتحرك لمواجهته والتصدي له ووضع حدٍ لجرائمه التي فاقت كل صنوف وأوصاف الوحشية والإجرام..
فما الذي ينتظره المسلمون إذاً أن يحدث أكثر مما حدث في غزة.. وما الذي ينتظرونه من إجماع أكثر من هذا الإجماع الشعبي الإسلامي ليتحركوا؟!
هل ينتظرون أن تُباد أبناء غزة عن بكرة أبيها، وأن تدمر وتحرق كل مساكنها ومنشآتها وتصبح قاعاً صفصفاً حتى ويسهل عليهم دخولها بجيوشهم لمنازلة العدو وجهاً لوجه؟!
ألم تهزهم وتوقظ ضمائرهم وتثير حميتهم تلك المجازر المروعة التي تتكرر يومياً في غزة؟!
ألم تستفزهم وتثير حميتهم أشلاء الأطفال والنساء التي تمزقها قنابل وصواريخ العدو الغادر؟!
ألم يستفزهم ويحرك مشاعرهم أنين الجرحى والمرضى في المستشفيات الذين يواجهون الموت يومياً على أسرة المرض ولا يجدون الدواء؟!
فهل هناك خذلان وضعف وهوان أكثر من أن يعجز قادرة الأمة الإسلامية عن إيصال الغذاء إلى إخوانهم المحاصرين منذ أشهر في غزة؟!
هذه التساؤلات وغيرها نتمنى الإجابة عليها من إخواننا المجاهدين من مختلف الجماعات والمذاهب بعبارة واحدة هي (حان الآن وقت التحرك) بعد أن تبين للقاصي والداني أن المعركة ليوم هي م عركة بين الحق والباطل، بين الإسلام وألد أعدائه..
فالعدوان على غزة الذي تقف خلفه الصهيونية العالمية ممثلة بأمريكا وإسرائيل لا يستهدف جماعة ولا يستهدف مذهباً بل يستهدف الإسلام والمسلمين جميعاً المتمسكين بدينهم وشريعتهم الإسلامية قولاً وعملاً.
وهذا من موجبات الجهاد في سبيل الله لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ).. وقوله تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا