كتابات | آراء

أطفال غزة.. وطنٌ في أنياب الموت..!!

أطفال غزة.. وطنٌ في أنياب الموت..!!

ستُصَاب بالنعاس وأنت تطالع قائمة المواثيق ،والمعاهدات، والاتفاقيات الدولية والعالمية الخاصة بحقوق الطفل ،وما أكثر عناوينها وآلياتها ذات الصياغة الرنانة! ..حينها ستدرك معنى المثل القائل :« أسمع جعجعة ولا أرى طحناً..

وعلى سبيل المثال لا الحصر- تنص اتفاقية حقوق الطفل في القانون الدولي للعام 1989م وما تناسل منها ، في أهم البنود على ضرورة «حماية الطفل من أي إجراء تعسفي وغير تعسفي , بما في ذلك كل أشكال العنف والضرر والإساءة والإهمال », كما يؤكد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 3 على أنه :«لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامته الشخصية».
لكن المفارقة الغريبة أن مجمل هذه المواثيق والقوانين الدولية العالمية وضع خطاً تحت العالمية تلاشت واختفت عالميتها ما بين غمضة عينٍ وانتباهتها ؛ لتصبح مجرد هرطقات كلامية ،وخُدعٍ سينمائية أمام أطفال غزة.
أطفال غزة عليهم السلام أنموذج المعاناة العالمية.. الذين لم يسبق لأي طفل في الكرة الأرضية أن تعّرض لمثل ما يتعرضون له ويمرون به ويعايشونه من القتل والدمار ، وسطوة الأوبئة ووطأة الجوع وسوء التغذية.
لقد أمعن الاحتلال الإسرائيلي في قتل أطفال غزة مستخدماً ومجرباً كافة أسلحة الحقد والدمار ؛ للقضاء على الوجود الإنساني في غزة والديار المقدسة ،حيث بلغ عدد الأطفال الذين استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى مطلع مارس الجاري 13 ألفاً و430 طفلاً في تقرير وزارة الصحة الفلسطينية.
13 ألف طفل ممن حصدتهم آلة الموت والدمار فيما قوانين حقوق الطفل ومواثيق المجتمع الدولي تغط في نومٍ عميقٍ من الخيانة والصمت ،غير مدركين أنهم شركاء في سفك دم البراءة، وذبح وطن الطفولة في وضح الشمس , فيما لو تعرض كلبٌ أو حيوان أوروبي لدهسة دراجة نارية متعمدة ؛ لأصبح المجتمع الدولي على صفيح من نار وتحولت الأبواق التابعة له إلى شعلة غضب واستنكار وتوزيع التُهم الإرهابية الجاهزة على الشعوب المناهضة للظلم .. إنها لعنة التناقضات ومستنقع النفاق المطور.
13 ألف طفل وما زالت تصاعدية العدد مستمرة ، إضافة إلى آلاف الآلاف من الأطفال بُترت أطرافهم وتشوهت أجسامهم وتدهورت صحتهم ،فيما شبح الجوع يفتك من 700ألف طفل يعيشون حالات خطيرة جداً بسوء التغذية والجفاف ،ناهيك عن الصدمات النفسية ومظاهر الفقد والحرمان ومشاهد الرعب والترويع.. هكذا أضحت الطفولة والبراءة والنقاء في غزة ..وطناً في أنياب الموت بمختلف أشكاله وصوره .. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والعالم يتفرج على مدرّج كرة الصمت ،وكأنه ضمنياً ينتظر شارة النهاية للوجود الفلسطيني وصفارة الختام ،حينها سيعلن التهاني والتبريكات للعدو الصهيوني على تحقيق هذا التوحش والنجاح الدموي الإجرامي ، ولكن عدالة الله ستنصف لمظلومية أطفال غزة ودمائهم الطاهرة..{ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا }الطارق- آية17.
فهل ستصحو وخزات الضمير الإنساني والغيرة والعروبة على أشلاء الطفولة وبكاء البراعم الغزاوية؟!!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا