كتابات | آراء

الذكاء الاصطناعي الى أين..؟!

الذكاء الاصطناعي الى أين..؟!

لاشك أن الكثير من التحولات والتغيرات التي تطرأ في كثير من دول العالم النامي والراقي قد يكون بسبب الطفرة التكنولوجية والعلمية الهائلة التي لها آثارها أياً كانت على سلوكيات وأخلاقيات وقيم ومبادئ الأجيال الحاضرة والقادمة وعلى نمط حياتهم الآنية والمستقبلية والاستشرافية..

لذا علينا أن ندرك أن من أخطر أنواع الغزو غزو العقول قبل الدول، وما يُدار الآن من وراء الكواليس هو تدمير منظومة القيم والمبادئ والأخلاق بين فئة الشباب بنوعيه، وهذا بيت القصيد، وعلى أية حال هناك برامج مقننة، وتكتيكات متطورة، ومناورات علمية متنوعة لجذب الشباب وقلب موازينه القيمية والأخلاقية رأساً على عقب، دون تدخل سلطوي مباشر.. وهذا ما تسعى إليه قوى الإلحاد والإمبريالية والماسونية العالمية اليوم..
فالحرب اليوم تُدار بالأجهزة أللالكترونية المتطورة، وبالذكاء الاصطناعي الذي قد يحصد ملايين البشر، ويدمر دولاً في ثوانٍ معدودة، وسيؤدي الى كوارث إنسانية وخيمة، قد تنعكس آثارها على العالم أجمع.
هناك معلومات وأسرار ومؤشرات تؤكد أن الصين واليابان ودول أوروبية وآسيوية تمتلك أسلحة الكترونية متطورة وفائقة الدقة قد يؤدي استخدامها عند الضرورة الى كوارث إنسانية وطبيعية قاتلة، وقد تدمر كل شبكات الاتصالات والطاقة وأنظمة الملاحة الجوية في العالم..
لذا علينا أن نكون على علم بأن الثورة الرقمية سوف تغير ملامح العالم.. وإستراتيجيات الحروب في المستقبل وقد يأتي العلم بما هو أحدث تطوراً وتقنيةً في مجال التكنولوجيا، وما الذكاء الاصطناعي إلا قطرة من غيث لم يأت بعد.. وقد يستخدم الذكاء الاصطناعي في قادم الأيام في الحروب والنزاعات بين الدول والشعوب والمجتمعات..
ويقول أحد الخبراء العسكريين:
هناك حروب الكترونية قادمة، وسيتم تجهيز جيوش الكترونية قادرة على شن هجمات قاصمة وساحقة ومباغتة على الدول والعالم دون أن تحرك قطعة سلاح واحدة، وهذا ما يستدعي أن العالم قادم على حرب صامتة دون ضوضاء ومباغتة ستهلك الحرث والنسل دون تدخل عسكري مباشر..
صفوة القول:
لذا علينا أن ندرك أن مصارعة العمالقة سيؤدي الى تحولات جذرية في مسار السياسات الإقليمية والدولية، وقد تختلط الأوراق الصفراء بالحمراء وتغوص في أجندات متباينة، وافتراضات متعددة، بين دول العالم بكافة نفوذها وقوتها، والكل فيها خاسر..
أما العرب سيظلون عند السفوح، غير قادرين على صعود الجبال إلا ما رحم ربي، يندبون حظهم العاثر، ويعلقون عجزهم وفشلهم على الأنظمة الحاكمة، والأحداث الإقليمية والدولية، حتى تم تدجين الشعوب بأن ما هو موجود أقل من غير الموجود.. وكأن العالم خلا من العباقرة والمبدعين والأساطين والجهابذة..
فالفجوة تظل قائمة بين شعوب تبحث عن قوت يومها، وشعوب رحلت الى كواكب أخرى، شعوب انشغلت بالصراعات الفكرية والمذهبية، والخلافات السياسية وانجروا وراء الشعارات الجوفاء، وتناسوا دورهم الحضاري والثقافي والإنساني والتراثي تجاه شعوبهم ومجتمعاتهم..
فالعالم اليوم يفتقد الأجواء الروحانية المستمدة من السماء، ولذلك أصبح كريشة في مهب الريح، تتقاذفها الرياح يمنةً ويسرةً..
كلمات مضيئة:
يقول العالم العربي ابن خلدون وهو أبرز رموز الاستنارة الإسلامية الكبرى في العصور الوسطى الذين اهتموا بمعطيات الواقع وربطها بالمرجعية الشرعية الدينية، بما يتفق مع مصالح الأمة الدنيوية والأخروية، ويبدو ضمنياً أنه يشير الى عصر الخلافة الإسلامية الراشدة، أن الحاكم السياسي يرتكز على القوة والجبروت، ولكن لا يخلو حكمه من الدين والشرع على نهج الحكومات الإسلامية، أما دولة الملك أو السلطان أو الوالي هي نتاج إفرازات الواقع الراهن، يصل الى الحكم عن طريق القوة والقهر، والجبروت، وتخضع الأمة لمصالح الحاكم وإرادته المطلقة دون منازع، ويظل نظام الدولة السياسي حسب ما يراه الحاكم دون نقاش أو محل اختلاف الى أن يرث الله الأرض ومن عليها..!!.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا