كتابات | آراء

ارتباط مواقف بايدن المتصهينة بجذور مزمنة

ارتباط مواقف بايدن المتصهينة بجذور مزمنة

على العكس ممَّا أخذ العرب والمسلمون -طيلة فترة الماراثون التنافسي أواخر 2019 بين «ترامب» و«بايدن» على الفوز بالمعترك الانتخابي الرئاسي- من انطباعٍ عن الأخير، وعقدوا عليه الآمال بتحقيق الحدِّ الأدنى من العدل الدولي المفقود، كشفت «طوفان الأقصى» أنَّ موقفه هو الأقسى من بين جميع الرؤساء.

تأكيد التصهين وتأريخية موقفه المعلن
بالإضافة إلى إعلان «بايدن» منتصف 2022 -بحسب ما أذاعه «تلفزيون العربي»- عن تصهينه، وتأكيده بقوله: -(لا ينبغي أن تكون يهوديًّا حتى تكون صهيونيًّا)- أنَّ الديانة لا تحول دون الصهينة، عاد في الـ12 من أكتوبر الماضي ليقول -بحسب ما تناقلت شبكات التلفزة العالمية-: (ليس من الضروري أن تكون يهوديًّا لكي تكون صهيونيًّا) مؤكدًا على ذات المعنى، وهي عبارة تعكس حرصه على وجود هذا الكيان الفاتِّ في عضُد العرب والمسلمين منذ عشرات السنين، وذلك ما أشير إليه في مستهلّ الخبر الصحفي المعنون [بعد 37 عامًا.. بايدن يكرر مقولته: لو لم تكن إسرائيل موجودة لأقمناها] الذي نشره «الخليج الجديد» يوم الأربعاء الـ18 أكتوبر الماضي بما يلي: (كرر الرئيس الأمريكي «جو بايدن» مقولته الشهيرة التي أطلقها قبل 37 عامًا والتي قال فيها إنه "لو لم تكن هناك إسرائيل لكان على أمريكا خلق إسرائيل لحماية مصالحها" وذلك خلال زيارة تضامنية أجراها لتل أبيب، مجددًا في الوقت ذاته دعمه غير المشروط لدولة الاحتلال.
وقال بايدن الأربعاء في خطاب -من تل أبيب- "إن إسرائيل يجب أن تعود مكانا آمنا لليهود").

موقف «بايدن» الأقسى من «طوفان الأقصى»
بالرغم من أنَّ «طوفان الأقصى» الفلسطينية جاءت -بحسب معظم المواقف الدولية- ردَّ فعلٍ مناسبًا على الجرائم الصهيونية لما يقرب من 8 عقود زمنية، فقد كان ردُّ فعل المتصهين بايدن -بعكس ما كان يؤمل من اتسام سياسته بالوقار- في غاية القسوة والأكثر إمدادًا لنتنياهو في حربه المعلنة على «قطاع غزة» بمختلف أسباب القوة، فضلًا عن تصديه -وبما لا ينبغي من التكرار- للقرارات الدولية الداعية إلى وقف إطلاق النار، وذلك ما يفهم من احتواء مقال الكاتب المصري «حسن نافعة» التحليلي المعنون [حدود الخلافات الأميركية الإسرائيلية بشأن حرب غزّة] الذي نشره في «العربي الجديد» في الـ23 من مارس الحالي على ما يلي: (يُعدُّ الدعم الذي قدّمته إدارة بايدن للحكومة الإسرائيلية فور وقوع "طوفان الأقصى" غير مسبوق في تأريخ العلاقات الأميركية الإسرائيلية، فعلى الصعيد العسكري والاستراتيجي سارعت إدارته -بعد أقلّ من 24 ساعة من وقوع هجوم 7 أكتوبر- بإرسال مجموعة من حاملات الطائرات والسفن القتالية إلى المنطقة، وبعد أيام قليلة أرسلت ألفي مقاتل أميركي للتمركز بالقرب من الشواطئ الإسرائيلية.
كما أقامت إدارة بايدن جسرًا جويًّا لمدّ إسرائيل بكل ما تحتاجه من أسلحة وذخائر. وبتقديم دعم مادي هائل، بدأ بملياري دولار، ثم راح يتزايد حتى وصل إلى أكثر من 14 مليار دولار.
وعلى الصُّعد السياسية والدبلوماسية والإعلامية، قدّمت إدارة بايدن لإسرائيل دعمًا لا يقلّ ضخامة، فقد تبنّت كليًّا الرواية القائلة بتعرّض إسرائيل لهجوم إرهابي، ومن ثم أيّدت بدون تحفّظ الحرب التي أعلنتها على قطاع غزّة، واعتبرتها ردّ فعل مشروعًا يكفله الحقّ في الدفاع عن النفس، كما راحت أجهزة الإعلام الأميركية تروّج السردية التي سعت إلى شيطنة "حماس" وإظهارها في صورة تنظيم إرهابي لا يتورّع عن ذبح الأطفال واغتصاب النساء، وأعلنت تأييدها جميع الأهداف التي تسعى إسرائيل إلى تحقيقها من هذه الحرب، واستخدمت الفيتو ثلاث مرّات للحيلولة دون صدور قرار بوقف إطلاق النار).

إجراء «بايدن» الخدَّاع لصهينة القطاع
خلافًا لما تلوكه وسائل الإعلام عن حصول تباين تام في وجهة النظر بين المتصهين «بايدن» و«بنيامين النتن» حول عدَّة قضايا تتصدرها قضية اجتياح «رفح» تأتي عملية إنشاء الميناء العائم التي ظاهرها مدُّ جوعى غزة بالمساعدات نافية تلك التُرَّهات ومعطية الضوء الأخضر لـ«لنتنياهو» لاقتحام «رفح» واستمرار إحكام الحصار البري ومفاقمة الأزمة حول مليونين وخمسمائة ألف نسمة والعمل -من خلال إسناد توزيع المساعدات للعشائر الغزية العالقة في شراك العمالة والواقعة تحت وطأت اللأواء- على استئصال وإنهاء دور «الانروا»، فضلًا عن كونها مُوطئَةً -بنوعٍ من المكر والخداع- لأمركة الشاطئ وتهويد القطاع، بالإضافة إغراء السكان الواقعين تحت ظروف قاسية ومرَّة على الهجرة، إلى غير ذلك من الأهداف البالغة الكثرة التي تفوحُ وحشيةً وإجراما والتي تعكس دعم الـ«بايدن» وحبه الأعمى لـ«كيان العدو الصهيوني» منذ أكثر من 40 عاما.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا