كتابات | آراء

تسعة أعوام صمود في وجه عدو لدود

تسعة أعوام صمود في وجه عدو لدود

بحلول يوم غد الثلاثاء الموافق 26 مارس 2024 م يكون قد مضى على شن العدوان على اليمن تسعة أعوام بالتمام والكمال ولم يزدد الشعب اليمني ممثلا في قواته المسلحة الباسلة وقيادته الثورية الحكيمة خلال هذه الفترة الطويلة إلاعظمة وقوة بدليل أنه أصبح اليوم يواجه ثلاثي الشر العالمي أمريكا وبريطانيا واسرائيل

ولم تضعف معنوياته العالية أعوام الحرب الظالمة التسعة وفرض الحصار عليه بل وأصبح البلد العربي والإسلامي الوحيد الذي أعلن موقفه الواضح والصريح قولا وفعلا إلى جانب الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وقد استحسنت في هذه المناسبة أن أذكر بما كنت قد أشرت إليه في مقال كتبته عند بلوغ العدوان الظالم على الشعب اليمني عامه السادس وكيف تمت مواجهته والانتصار عليه وفي نفس الذكرى مقارنا بين تحالف العدوان الكوني وبين الشعب اليمني الذي طحنته المؤامرات من الداخل والخارج وبإمكانياته المتواضعة لأن ما قلته يطبق حرفيا حاليا لاسيما أثناء مواجهة القوات المسلحة اليمنية بمختلف أفرعها مع ثلاثي الشر العالمي في البحرين العربي والأحمر وخليج عدن واتساع المواجهة إلى المحيط الهندي وطريق الرجاء الصالح .
كنت قد قلت إن الحروب عبر التاريخ تقوم عادة بين طرفين متصارعين أو تحالفين متضادين لكن أن تحدث حرب احد اطرافها تحالف دولي يمتلك كل اسباب القوة بمختلف مكوناتها العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية ضد شعب واحد أضعفته المؤامرات الخارجية والداخلية وكان ينظر اليه بأنه من أفقر شعوب العالم فهذا لم يحدث إلا مع الشعب اليمني الذي اذهل العالم بصموده ومقاومته للمعتدين عليه ممثلا في جيشه البطل الذي معظم منتسبيه من شباب صغار السن ولكن افعالهم افعال الكبار مستخدما هذا العدوان الظالم احدث ما انتجته مصانع السلاح الغربية من تكنولوجيا عسكرية متطورة بما فيها أسلحة محرمة دوليا إلا أن أبناء الشعب اليمني وجيشهم البطل قد أثبتوا في الميدان بفضل توكلهم على الله وبما يمتلكونه من ارادة قوية ومخلصة للدفاع عن الوطن وسيادته وحريته واستقلاله بأنهم اصحاب اليد الطولى وهو ما جعل الأكاديميات العسكرية العالمية تعيد نظرتها في استراتيجية الحروب معتمدة على ما يحدث في اليمن من تكتيكات وخطط عسكرية لم تكن تخطر على بال أي قائد عسكري أو محلل استراتيجي وما حدث في مختلف الجبهات التي كانت مشتعلة وفيما وراء الحدود انموذجا .
ومع ان الرد اليمني في بداية العدوان قد تأخر اربعين يوما عملا بحسن النية عل المعتدي يفيق ويرتدع لكن استمرار العدوان جوا وبرا وبحرا على شعب مسالم لم يسبق له أن اعتدى على احد قد جعل ابناء القوات المسلحة يردون بإمكانياتهم المتواضعة قياسا بما يمتلكه تحالف العدوان من عتاد عسكري متطور واستعانته بجيوش من المرتزقة من مختلف القارات فقلبوا المعادلة بعد امتصاصهم لكل الضربات الموجعة والتي تسببت في قتل الشيوخ والنساء والأطفال وتدمير البنية التحتية في انحاء اليمن محققين انتصارات عظيمة في الجبهات الداخلية وفيما وراء الحدود ، ولو قارنا ما يحدث منذ ستة أشهر في قطاع غزة من جرائم إبادة جماعية على أيدي الجيش الصهيوني سنجد إن ما كان يتعرض له اليمن من قصف وتدمير يصب في نفس الاتجاه وأن مرجعية العدوين للشعبين اليمني والفلسطيني واحدة ونخص بالذكر أمريكا وبريطانيا .
وكان تحالف الشر كلما حاول ان يغير خططه ويكثف ضرباتة الجوية والزحف على عدة محاور في وقت واحد عله يحقق بعض المكاسب سرعان ما كانت تتحطم على صخرة مقاومة أبناء الشعب اليمني وجيشهم الباسل ، وهذا الفشل الذريع للمعتدين قد جعلهم يبحثون عما يحفظ لهم ماء الوجه من خلال مطالبتهم بإنهاء العدوان لكن بشروط مجحفة وان كان العملاء والمرتزقة الذين باعوا الوطن واستدعوا الخارج للاعتداء عليه ليس في مصلحتهم انهاء العدوان وتحقيق السلام لأنهم متيقنين بأن الشعب اليمني قد لفظهم ولن يقبل بهم بعد اليوم أن يكونوا حكاما عليه يذلوه ويرهنوا قراره للخارج كما كانوا يفعلون قبل هروبهم من اليمن والارتماء في احضان جارة السوء السعودية والنظام الوضيع في الامارات .، أما إذا عدنا قليلا الى الوراء للوقوف امام حقيقة التآمر على اليمن وشعبه العظيم فإننا سنجده قديما وليس وليد اليوم او الأمس - وقد أشرنا الى ذلك تفصيلا في مقالات سابقة - لأن اعداء اليمن صاروا ينظرون الى الشعب اليمني منذ قيام ثورة 21 سبتمبر الشعبية عام 2014 م بعين مختلفة وخائفين منه فيما لو توافرت له قيادة حكيمة تقوده الى الأمام منطلقين من أن جدة وتطور الحالة التاريخية لأي بلد أو شعب إنما تشهد به المنجزات والمكاسب الوطنية الشعبية التي تتحقق فيه، واليمن قد شكل حالة حضارية وتاريخية جديدة ومتطورة بل ومتقدمة بكل المقاييس لاسيما بعد سقوط رموزالفساد والقضاء على مراكز النفوذ التي كانت تحول دون بناء دولة وطنية حديثة يسودها النظام والقانون ويعيش كل ابناء اليمن في ظل رايتها متساوون في الحقوق والواجبات ، وقبل ذلك كله دفنت ثورة 21 سبتمبر هوة الفتنة والضياع وألغت مصيدة التناحر والصراع بهدف تصحيح مسار التاريخ ليلتئم الشعب اليمني في بيته الواحد وتحت رايتة الواحدة ولتكون له قيادته الوطنية الواحدة ويكون له دستوره الواحد وسلطات دولته الواحدة ، وهي الحقائق التي حلت على اذهان وعقول وتفكير الأعداء وخاصة جارة السوء السعودية وعملائها في الداخل بمثابة الصاعقة التي أتت على كل مؤامراتهم وخططهم الفاشلة والدنيئة ، ولم يتبق ليعبر عنها ويفضح بجلاء خلفياتها الحاقدة إلا ما قاموا به من عدوان بربري على اليمن ارادوا من خلاله ان يدمروا كل شيء ويعودوا باليمن الى الخلف ولكن الله اراد للشعب اليمني غير ما يريده له الأعداء فنصره على اعتى قوة وأشر تحالف عدوان لم يعرف له التاريخ مثيلا ، وخير برهان أن اليمن اليوم أصبح قوة عظيمة معتمدا على ذاته في تصنيع الأسلحة الاستراتيجية رغم الحصار المفروض عليه وقام من حيث المواجهة المباشرة والتصدي لعدوان ثلاثي الشر العالمي امريكا وبريطانيا واسرائيل بما لم يقم به أي شعب في العالم بما في ذلك الشعوب التي تؤذيها أمريكا في عقر دارها كالصين الشعبية وروسيا الاتحادية وغيرهما ولكنهم تجنبوا مواجهتها وهو ما جعل الشعب اليمني انموذجا فريدا يحتذى به في مختلف أنحاء العالم .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا