كتابات | آراء

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد «37»

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد «37»

لقد كان بشكل واضح انقلاباً لرجال متعلمين وكان رد الفعل ضدهم عشوائياً ومع ذلك فقد تورطت القبائل أيضاً في ما هو أكثر من نهب صنعاء وكان من بين ضحايا الإمام أحمد على سبيل المثال محمد وعبد الله أبو رأس من ذو محمد وإحسان صالح الشايف من ذو حسين

وتم اعتقال عدد من الشخصيات القبلية الأخرى ,لم يتبادل السجناء أفكارهم ويصقلونها فحسب بل شرعوا في تخليص أنفسهم من خلال مناشدة الإمام عبر الأصدقاء ومن خلال تقديم التماس إلى الإمام أحمد نفسه و كان العديد من الليبراليين المسجونين يتواصلون مع البدر مُنذ عام 1951م الذي سرعان ما أصبح يشغل منصبًا غامضًا باعتباره إمام الليبراليين والمستقبل وفي الواقع ربما كان للإصلاحيين الليبراليين في الداخل وفي المنفى تأثيراً مثل أي شخص آخر في اقتراح تعيين البدر ولياً للعهد ويعود عدد من المعنيين بالذاكرة إلى عام 1955م عندما حدث انقلاب فاشل على الإمام أحمد ووقف البدر إلى جانب والده وهو الوقت الذي بدأت فيه فكرة الجمهورية وبالتالي إنهاء الإمامة بأي شكل من الأشكال في الظهور والترسخ ومع ذلك وفي الوقت نفسه ارتفع البدر إلى حد ما في تقدير والده وكان لا يزال أيضاً محط آمال العديد من الليبراليين, قام نيابة عن والده بزيارة العديد من البلدان خلال الخمسينيات بما في ذلك مصر ولكن في المنزل كان يميل إلى البقاء في صنعاء ويتذكر رجال القبائل أن البدر كان يرتبط ارتباطًا وثيقاً بحاشد و في الواقع لقد أنشأ شيئاً ما يُسمى بالعُكفة أو الحرس الإمامي الخاص به وكان واحداً من مشايخ حاشد من قادتها.
في العالم الخارجي كان مدَ الجمهورية يتصاعد بتشجيع من مصر ومن عبدالناصر خصوصاً وبدأت الحركة الليبرالية في المنفى تؤكد معارضتها ليس فقط للإمام بل أيضاً للإمامة وهو الخط الذي أعطى أخيراً مكاناً ما للقبائل وزعمائها وكان الجميع يذكرون أنه على أرض اليمن كانت النزعة الإنسانية الديمقراطية والشورى والحكومة الشعبية عُرفت لأول مرة في تاريخ البشرية ألم يقل القرآن الكريم على لسان بلقيس ملكة سبأ يا أيها الملأ انصحوني في شؤوني أي لن أصدر أمراً قبل أن تعربوا عن آرائكم هكذا كانت ببساطة ملكة سبأ فهل كان نظام الحكم في اليمن ملكياً بالتأكيد لا لقد كان جمهورياً ويرى محسن أحمد العيني 1932م وهو سياسي يمني بعثي وأصبح فيما بعد رئيساً للوزراء فيما كان يُعرف باليمن الشمالي أن الحاكم يجب أن يستمد سلطته من القبائل ومن أجزاء أخرى من الأمة وهذا المنطق الجديد المستخدم للنقاش هو عبارة عن صورة للقومية ومختلفة تماماً عن أي شيء في الثقافة الزيدية القديمة التي تبغض القومية وتعتبرها نوعاً من الانصياع للخارج وتنفيذاً لرغبات خارجية في التحكم باليمن وتمرير مشاريع قومية في دول أخرى وتعتبر القومية مخالفة للإسلام في الثقافة الزيدية القديمة فبدلاً من سلسلة من الروابط المنفصلة التي تحدد مكانة الأشخاص المذكورين في التقليد وفي تاريخ الخصوصيات وهم الشعب يتم تعريفه بشكل جماعي من خلال هوية مستقبله مع الماضي البعيد وتشكل القبائل حتماً جزءاً من هذا داخل اليمن ويبدو أن مؤامرة قبلية لإزالة الإمام أحمد قد تم تنفيذها في أوائل عام 1957م من قبل مجموعة أشخاص ممن كانوا قريبين من الإمام ويحصلون على مبالغ منه بتشجيع من مصر ومن عبد الناصر خصوصاً ضمت أسماء من حاشد ونهم وذو محمد وكذلك القاضي عبد الرحمن الإرياني ومن الواضح أنه لم يأت منه سوى القليل من المعلومات وإلى أي مدى اتخذت هذه المقاومة القبلية شكلاً متماسكًا هناك بعض الشك ,على سبيل المثال ما إذا كان رجل من حاشد قد بدأ التنظيم في عام 1959م أو في العام الذي سبقه ولكن تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أنهم في الوقت الحاضر لا يربطون ذلك بالعمل السياسي إلا أن العديد من المشايخ الصغار يتذكرون أنهم أجبروا بسبب سوء المحاصيل على بيع أراضيهم الصغيرة في الغرب في هذا الوقت تقريباً1958م أو أوائل 1959م وفي تعز كان ضباط الجيش الساخطون يوزعون في هذه الأثناء منشورات تدين الإمام.
في أبريل 1959م غادر الإمام أحمد إلى روما بحثًاً عن العلاج الطبي و آلت الأمور إلى البدر وظلت هذه الفترة من أكثر الفترات غموضاً في تاريخ اليمن الحديث ولكن ليس هناك شك في أن عدداً كبيراً من رجال القبائل قد تدفقوا إلى صنعاء وأن بعض المشايخ الأصغر سناً كانوا مصرين على الإصلاح مثل معاصريهم في الجيش وخاصة أولئك الذين تم إطلاق سراحهم من سجون تعز وحجة الذين حاولوا إجبار البدر على تشكيل حكومة جديدة حرة و ربما كان البدر يحتاج إلى القليل من الإكراه وكان هو نفسه قد تحدث علناً عن إصلاحات وقد كان هو و شيخ حاشد على علاقة وثيقة مُنذ فترة كما رأينا ولا يمكن استبعاد القصة عن وجود خطة بينهما لتشكيل الحكومة .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا