الاستزراع السمكي.. فرص استثمارية واعدة

تقرير : محمد صالح حاتم
تعد عمليات تربية الأحياء المائية والاستزراع السمكي من العمليات البديلة لإنتاج المصائد الطبيعية في المياه البحرية الداخلية، وتعوض النقص الحاد في مخازن المصائد الطبيعية,

وفي هذا السياق أوضح مدير عام الاستزراع السمكي بوزارة الثروة السمكية المهندس علي السياني أن الاستزراع السمكي يعد احد البدائل الهامة للمصائد الطبيعية، مشيرا أن الاستزراع السمكي يعرف بأنه عملية تربيه الأسماك بأنواعها المختلفة سواء اسماك المياه العذبة او اسماك المياه المالحة..

أهمية الاستزراع السمكي
وأشار المهندس السياني أن الاستزراع السمكي يعمل على زيادة الإنتاج من الأسماك، ويعتبر وسيلة فعالة في زيادة الناتج القومي من الأسماك، ويحقق النهوض بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي لمستزرعي الأسماك، كما انه يعد مصدر جيد للغذاء، يساعد على تعويض المخزون السمكي الذي استنزف خلال العقود الماضية، وكذا توفير الأسماك بسهولة ويسر للمستهلك سواء في المناطق الساحلية او المناطق الجبلية، ويعمل كذلك على توفير فرص عمل كثيرة،
مؤكدا أن الاستزراع السمكي يعتبر من الفرص الاستثمارية الواعدة، والتي تتوفر بيئتها في اليمن بشكل كبير.

البيئة المناسبة
وقال المهندس السياني: "اليمن تمتاز ببيئة صالحة لعمليات الاستزراع السمكي نظرا لموقعها الفريد ومناخ شواطئها الحار طوال العام.

 ركائز الاستزراع السمكي
واشار السياني أن الاستزراع السمكي يرتكز على ركيزتين او دعامتين اساسيتين هما : المياه والموقع
مؤكدا على أهمية المياه والتي تعد من المقومات الأساسية في عمليه الاستزراع السمكية، مشيرا الى ضرورة توفرها بشكل دائم، وخلوها من الملوثات ومن مسببات الأمراض، وقلة تكاليفها..

 خواص المياه في المزارع السمكية
أوضح المهندس السياني أن أهم الخواص الطبيعية الواجب توفرها في مياه الاستزراع السمكي هي الأوكسجين الذائب في الماء، درجه الحرارة، درجه الملوحة، درجه القلوية والحمضية، درجه عسر الماء، الغازات والعناصر الذائبة في الماء.

الموقع
وأوضح السياني أن اختيار الموقع المناسب للمزرعة السمكية يجب أن تتوفر فيه شروط ومواصفات ان تكون قريبة من مصدر الماء ، عدم تسرب الماء من خلالها في حال استخدام الأحواض الترابية، وبعدها عن المخلفات الزراعية والآدمية، وسهولة الوصول إليها..

 أنظمة الاستزراع السمكي
وبين السياني أن الاستزراع السمكي ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
 1 - الاستزراع المكثف :
 ويعرف بأنه تربيه الأسماك بأعداد كبيرة في مساحة صغيرة وهو ما يتطلب تغيير المياه باستمرار لضمان جودتها بإضافة الى التهوية المناسبة، مشيرا أن هذا النوع يتميز باحتياجة إلى مسطح مائي محدود، سهل التحكم في المزرعة وإدارتها، وزيادة الإنتاج وسهولة التخلص من النباتات والحشائش غير المرغوب فيها، منوها إلى عيوب هذا النظام الذي يحتاج إلى زيادة الأيادي العاملة المطلوبة لتشغيل المزرعة وإدارتها، وارتفاع التكاليف، وسهولة انتشار الأمراض الطفيلية..
2- الاستزراع الموسع والذي يعتمد على توافر مسطحات مائية كبيرة تربي فيها أعداد من الأسماك بكثافة مناسبة، من مميزاته عدم حدوث تغيير ملحوظ في خواص المياه، عدم الحاجة للعمالة المكثفة، عدم الحاجة إلى تقسيم المزرعة إلى أحواض، وانخفاض نسبه إصابة الأسماك بالأمراض وعيوب الاستزراع الموسع:
 صعوبة التحكم في النباتات المائية الموجودة بالمزرعة.
3 - الاستزراع شبه المكثف.

 التغذية
أشار مدير عام الاستزراع أن الغذاء الطبيعي يتوفر في الطحالب والهامات النباتية والحيوانية، وذلك من خلال إضافة الأسمدة قبل الاستزراع، مضيفا أن النوع الآخر من الغذاء هو التغذية الصناعية والتي تعد ضرورية لا غنى عنها في حاله الاستزراع السمكي المكثف، بخلاف نظام الاستزراع الموسع او شبه المكثف والذي تحصل الأسماك على جزء من طعامها من البيئة الطبيعية المحيطة بها.
 مواصفات أعلاف الأسماك
وأشار السياني أن الأسماك تحتاج إلى أعلاف تتغذى عليها لنمو اجسامها، مؤكداً على ضرورة ن تحتوي على العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم (بروتين، دهون كربوهيدرات، فيتامينات، أملاح معدنية)، مبينا ان الدهون والنشويات تعد المصدر الاساسي للطاقة بينما يمثل البروتين الوحدات النباتية الأساسية للجسم ، مشيرا أن مصدر البروتين هو البروتين الحيواني والبروتين النباتي والذي يتواجد في الزيوت مثل فول الصويا وبذور القطن وبذور عباد الشمس والسمسم، مضيفا أن هذه الأغذية.

أنواع الأسماك
اشار مدير عام الاستزراع السمكي بوزارة الثروة السمكية أن الاسماك التي يمكن استزراعها في المياه العذبة هي : البلطي، عائلة البوري وهي (العربي، الطوبار) وأسماك المبروك ومن انواعها المبروك الفضي -الصيني -الحشائش -العادي والجمبري للمياه العذبة، واوضح أن نوع (الفنمي) يقبل للمياه العذبة والمالحة.

المياه المالحة
وأشار السياني أن الجمبري بأنواعه الأبيض الهندي -والنمر -والجمبري العملاق يمكن استزراعه في المياه المالحة، مؤكدا أن الجمبري يعد من الانواع ذات القيمة الاقتصادية العالية، والتي تشتهر اليمن بإنتاجها، وقد شهد المخزون منها حالة من الاستنزاف جراء الصيد غير المقنن، وهو ما يستوجب القيام بعمليات الاستزراع السمكي لها، للحفاظ على المخزون منها.. مضيفا أن الانواع التي يمكن استزراعها بحريا مثل عائلة السيرانيدي ومن انواعها الهامور والقاروص واسماك الشعوم ومن انواعها الدنيس -البيطي -الشعم.. واوضح المهندس السياني أن أفضل اماكن يمكن استزراع سمكي فيها هي حيث يكثر فيها المياه الجوفية، وبالقرب من الوديان، وفي السدود، وشواطئ البحار، مبينا أن الاستزراع السمكي في البحر يكون داخل اقفاص.
واشار السياني أن الوزارة قامت بإعداد العديد من الدراسات الخاصة بالاستزراع السمكي ومنها الاستراتيجية الوطنية للاستزراع السمكي على مستوى الجمهورية اليمنية، ودراسات جدوى المفرخات، وانشاء مصانع ومعامل إنتاج الاعلاف، ومشاريع لصغار المستثمرين والمزارعين، وهو ما يسمى الاستزراع التكاملي والذي يتم فيه انشاء مزارع صغيرة، بجوار المزارع النباتية بهدف الاستفادة من المياه لري المزروعات، مضيفا أنه تم إعداد دراسة لمشروع انشاء مركز بحثي في كلية الزراعة يهدف إلى اعداد وتأهيل الكوادر، والزريعات والاعلاف.
ويبقى الاستزراع السمكي احدى الفرص الاستثمارية الواعدة التي تتوفر في القطاع السمكي، والذي سبقتنا فيه عدة دول ونجحت بشكل كبير، وهذا ما يتوجب القيام بعمليات استزراع سمكي، وتقديم كل التسهيلات للمستثمرين، وتشجيعهم على اقامة مزارع سمكية سواء في المياه العذبة او المالحة.