الصفحة الإقتصادية

العسل اليمني تاريخ عريق.. ومستقبل مشرق

العسل اليمني تاريخ عريق.. ومستقبل مشرق

 تقرير: محمد صالح حاتم/


اشتهرت اليمن منذ القدم بتربية النحل وإنتاج أجود أنواع العسل، والذي ذاع صيته في مشارق الأرض ومغاربها،

ويرجع جودة العسل لتنوع المراعي نظراً للتنوع البيئي في اليمن من سهول ساحلية، وهضاب جبلية، ووديان، وصحارى، وهذا ما أتاح للنحل التنوع الغذائي.  
وتؤكد دراسة أعدها الدكتور عبدالله ناشر، وفارس المسلمي، أن تربية النحل في اليمن قديمة قدم الحضارات اليمنية، وتشير الدراسة التي نشرت في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية بعنوان (مهنة الأجداد المهددة بالاندثار) إلى أن اليمنيين حافظوا على قواعد مهنة النحالة على مر القرون.
 وتكشف الدراسة أن مهنة تربية النحل في اليمن ظهرت قبل بزوغ الإسلام، وأن تجارة العسل احتلت المرتبة الرابعة خلال القرن العاشر قبل الميلاد في مملكة حضرموت.

أهمية قطاع العسل
وتشير الدراسة نفسها أن إنتاج العسل كان يعد تجارة مربحة لليمنيين حتى وقت قريب، حيث صنف العسل كأحد السلع الاستراتيجية الخمس التي أعلنت عنها الحكومة اليمنية في العام 2002م لأهميتها في رفد اقتصاد البلد.
وتوضح الدراسة أن مهنة النحالة واحدة من أهم مصادر الدخل التي تعيش عليها الكثير من الأسر ذات الدخل المحدود، لاسيما في المناطق الريفية، وتبين الدراسة أن عدد النحالين أكثر من مائة ألف نحال يعملون في قطاع إنتاج العسل، مشيرة إلى إقبال متزايد من الشباب على هذه المهنة.
شهرة العسل اليمني
وتؤكد الدراسة أن العسل اليمني يعد من أشهر أنواع العسل في العالم وأغلاها ثمناً، مبينةً أن سعر الكيلو من عسل السدر المشهور بنقائه كعسل خام طبيعي خال من المواد الكيميائية لا يقل سعره خارج اليمن عن 500 دولار أمريكي.
وتوضح الدراسة أن تميز العسل اليمني يرجع إلى تنوع المراعي النحلية المنتشرة في البيئة اليمنية التي تنتج أنواعاً مختلفة من العسل، حيث تشتهر اليمن بتنوع طبوغرافي كبير يبدأ من السواحل وينتهي بالمرتفعات الجبلية، فضلاً عن تعاقب السهول والوديان والصحارى وهو ما انعكس على التنوع النباتي.
أنواع العسل اليمني
ينتج في اليمن أنواع مختلفة من العسل تبعا لاختلاف المراعي السائدة في المناطق المختلفة، تختلف هذه الأنواع في مواصفاتها تبعاً للمراعي الذي جمع النحل منه الرحيق، وهي عسل (السدرـ السمر ـ السلم ـ الظبا ـ العسق ـ القصاص ـ الصورب ـ الطنب ـ عسل المراعي)، وكل نوع له صفات محددة.
مناطق إنتاج العسل
وتتركز مناطق إنتاج العسل بصورة كبيرة في محافظات (حضرموت، وشبوة، وتعز، ومأرب، وعمران، وذمار، والحديدة، ولحج، وأبين، وحجة، وإب، والضالع) بينما تتركز مناطق إنتاج النحل "الطوائف"، بصورة كبيرة في محافظة تعز (ماوية ـ جبل حبشي ـ الضباب ـ دمنة خدير ـالمسراخ ـ التربة).
- إب (العدين ـ السدة ـ النادرة ـ السحول)
ـ جميع مناطق تهامة
ـ أبين في مديرية أحور.
وبحسب كتاب الاحصاء الزراعي للعام 2021م، فقد بلغ عدد الخلايا النحلية في اليمن 1317755 خلية، وبلغت كميات الإنتاج 2855 طنا، وجاءت محافظة حضرموت في المركز الأول من حيث عدد الخلايا، وكميات الإنتاج، إذ بلغ عدد الخلايا 1099852 خلية، وبلغت كمية الإنتاج 1099 طناً، وجاءت محافظة تعز ثانيا، بعدد 228518خلية، وكمية الانتاج 335 طناً، ومحافظة الحديدة ثالثاً بعدد خلايا 123308 خلية، وكمية الانتاج 351طناً.
دور جمعيات النحالين
ويشير رئيس جمعية نحالي المنيرة الأستاذ يوسف القديمي إلى أن الجمعيات لها دور كبير في النهوض بقطاع تربية النحل، وإنتاج العسل، موضحا ً أن جمعية نحالي المنيرة تقوم بتدريب وإرشاد النحالين بطرق تربية النحل الحديثة، وتنمية مداركهم العلمية، ورفع قدراتهم المهنية، وتوعيتهم بأهمية التعليب، والفرز، والتغليف وتدريبهم على القيام بتلك العمليات حتى يضمن النحال الحصول على قيمة عالية لمنتجه.
 ويضيف أن الجمعية تقدم الخدمات لأعضائها، وتعمل على توفير مستلزمات الإنتاج بأسعار مناسبة، حيث يتم تسويق العسل لهم، منوهاً بدور الجمعية في نشر الوعي بأهمية نحل العسل والقيمة الغذائية والعلاجية والاقتصادية لمنتجاته، كما أنها تساهم في حماية المراعي النحلية والاهتمام بها وتنميتها، ومنع الاحتطاب الجائر، وكذلك التنسيق مع المنظمات، أو الجهات التي تقوم برش المبيدات سواء الزراعية، أو الحشرية، مثل مكافحة الملاريا، أو الجراد وغيرها، مشيراً إلى أن الجمعية تعمل على تقديم مشاريع التمكين الاقتصادي، وقروض بيضاء للنحالين لتسهيل التنقل، وتوفير التغذية، أو شراء أجباح.
 ويؤكد الشيخ يوسف أن الجمعية تمثل النحالين أمام الجهات المعنية، ومنها هيئة الزكاة حيث تقوم الجمعية بمناقشة الإشكال الذي يحصل مع مندوبي هيئة الزكاة، والذين يطالبون بتحصيل زكاة النحل أكثر من مرة، فكان للجمعية دور في حل هذا الاشكال، ويدعو رئيس جمعية نحالي المنيرة جميع النحالين بالانضمام للجمعيات الموجودة، وإنشاء جمعيات جديدة، مطالبا الجهات المختصة أن تعمل على تذليل الصعاب وتسهيل إجراءات إنشاء جمعيات النحالين في المحافظات والمديريات التي يتواجد فيها نحالون.
المحميات النحلية
وتمتاز اليمن بتنوع الغطاء النباتي والذي يساعد على تعدد الأزهار والذي تتغذى عليه النحلة. وفي الفترة الأخيرة بدأت وحدة العسل باللجنة الزراعية والسمكية العليا بإنشاء المحميات النحلية، ومنها محمية برع لإنتاج العسل الدوائي، ويهدف المشروع إلى ما يلي:
1ـ الاستفادة من الغطاء النباتي المناسب للنحل المتوفر في محمية برع الطبيعية للبدء الفوري في إنتاج العسل الدوائي.
2ـ إنتاج عسل عضوي مضمون 100% واعتماده كعسل دوائي.
3ـ تغطية الاحتياج المحلي الكبير والحقيقي من العسل الدوائي المضمون وبأسعار مناسبة.
4ـ توفير مخزون استراتيجي من (العسل الدوائي) كمصدر علاجي.
5-تهيئة بيئة وآلية عمل في المحمية آمنة ومناسبة للنحالين وللجهات المشرفة لإنتاج العسل الدوائي مع ضمان عدم وجود أي تلاعب.
6ـ رفع وعي النحالين بطرق الانتاج السليمة للعسل الطبيعي من خلال البرامج الارشادية والتوعوية.
7ـ صناعة نموذج عملي للمحميات النحلية الجديدة.
شروط وضوابط
وضعت شروط وضوابط لمن يرغب بممارسة نشاط تربية النحل في المحمية ومنها:
- تم تحديد المساحات (المحمية) المخصصة لوضع خلايا النحل (أو الأجباح)، وكذلك تحديد مساحات (حمى المحمية) والتي يمنع وضع خلايا النحل فيها بشكل كامل من جميع النحالين، وجميع مساحات (المحمية) و(الحمى)، محددة باللوحات التوضيحية يجب على النحالين تنظيف خلايا النحل (أو الأجباح) من أي عسل سابق قبل الدخول للمحمية.
- يمنع منعا باتاً تقديم تغذية سكرية داخلية وخارجية بأي حال من الأحوال داخل المحمية، أو في حمى المحمية.
يمنع منعاً باتاً تقديم الأدوية الكيماوية للنحل داخل المحمية، أو في حمى المحمية.
يمنع استخدام الأساسيات الشمعية التي تحتوي بشكل كامل أو جزئي على شمع صناعي.
 ومن الممارسات الممنوعة على النحال داخل المحمية:
- يمنع فتح الخلايا، والأجباح المختومة بختم المحمية الا بحسب الأوقات المحددة، ويعتمد الفتح الدوري كل 12 يوماً، ولا يسمح فتحها، الا بوجود مشرف المحمية، ويعاد ختمها بختم المحمية.
 يمنع دخول أي عسل تم انتاجه خارج المحمية سواء كان العسل داخل الخلايا، أو الأجباح، أو مقصوص أو معبأ، كما يمنع تقديم أي نوع من أنواع التغذية سواء بالمحاليل السكرية، أو غيرها أو تزويد النحل بحبوب اللقاح.
تقوم إدارة المحمية بالرقابة والتفتيش على جميع الخلايا والاجباج والمعدات والمواد الخاصة بتربية النحل، تم فرز وتعبئة العسل في عبوات رسمية ومختومة بختم المحمية وشراء المنتج بسعر موحد للجميع ضعف سعر السوق محليا للسنوات الماضية.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا