الصفحة الإقتصادية

العسل اليمني يمتاز بقيمة غذائية ودوائية ويحتل المرتبة الأولى عالمياً

العسل اليمني يمتاز بقيمة غذائية ودوائية ويحتل المرتبة الأولى عالمياً

الزراعية العُليا: نسعى لخلق سلسلة قيمة للعسل بجودة عالية
 في ظل ما تتعرض له البلاد من حصار، يليه ما يٌشن على العسل اليمني كمنتج من حملات تشويه.. غلاء المشتقات النفطية وأثره في رفع كلفة رحلات البحث عن المراعي..

السموم والمبيدات وأثرها الكارثي في القضاء على عشرات الآلاف من الخلايا سنويا نتيجة عشوائية الاستخدام خاصة مزارعي شجرة القات وسوق محلي غارق بالعسل الخارجي، ومنتجات خلايا الشمع الصناعي ...إلخ.
صعوبات وعراقيل في طريق النحال اليمني، دفعت بوحدة العسل باللجنة الزراعية والسمكية العليا إلى مناقشتها في ورشة عمل مفتوحة على حلقات سلسلة القيمة للنحل والعسل اليمني.
"26سبتمبر" الصحيفة، كانت حاضرة الورشة، وعلى هامشها أجرت هذا الاستطلاع الذي يحمل في ثناياه بعضا من المعاناة وأطروحات الجهات المختصة حول الحلول الجاري العمل عليها، فإلى التفاصيل:

يحيى الربيعي
البداية كانت مع النحال والتاجر (يوسف الجعدبي)، والذي أوضح أن العمل في مجال تربية النحل وإنتاج العسل يواجه معوقات سواء داخل اليمن أو خارجها قائلا: مخلفات العدوان، أثرت على النحل وأضرت بالحيوانات والنباتات بشكل عام، وفي العسل خاصة.
وتابع "النحالون وكذلك التجار يواجهون مضايقات حال نقل النحل والعسل من محافظة إلى أخرى، وحتى على مستوى من منطقة إلى أخرى فضلا عن صعوبات ونفقات التنقل والمعيشة وتغذية النحل".
وأضاف "يواجه النحال ضعفاً وهزلاً كبيراً يحصل للنحل قد يصل في بعض الأحيان إلى حد النفوق، نتيجة كارثتي رشه بالمبيدات بالطرق العشوائية، وما يتعرض له الغطاء النباتي في مناطق تربية النحل من تحطيب جائر للأشجار بأنواعها".
ولفت إلى أن بعض النحالين يريدون أن ينتجوا كميات كبيرة، وهنا تغيب تلك الجودة العالية التي يبحث عنها المستهلك، مشيرا بذلك إلى أن غياب ضبط المواصفات والمقاييس ومعايير الجودة، شجع الكثير على التمادي في عدوانه في تشويه صورة العسل اليمني والتقليل من قيمته ومسخ هويته.
وتابع "حتى اللحظة، لا يوجد إحصائية محددة بأرقام كم تنتج اليمن من العسل أو كم نصدر إلى خارج اليمن، فيما على العكس تماما، يوجد لدينا معلومات عن كم نستورد عسلاً خارجياً؟ والتي تنفق فيها ملايين الدولارات وغيرها من العملات الصعبة لاستيراد العسل الكشميري والحبشي وغيرهما بالأطنان".
مؤكدا أن كل تلك تحديات تعيق حركة عجلة الإنتاج، وتسبب خسائر كبيرة على النحالين والتجار
وناشد الجهات المعنية بقطع استيراد الأعسال الخارجية، والحرص على دعم إنتاج وتسويق العسل اليمني من خلال تزويد النحالين بخبرات ومهارات وتقنيات زيادة الإنتاج وتحسين الجودة لتصبح اليمن المصدر الأول للعسل.
كما طالب الجهات ذات العلاقة بضرورة المسارعة إلى إيجاد حلول ناجعة ومنصفة لمشكلات التحطيب الجائر، والرش العشوائي للمبيدات والسموم.
مناشدا، في الوقت ذاته، جميع النحالين والعاملين في حلقات سلسلة قيمة العسل من منتجين ومروجين وسماسرة وتجار ومصدرين، القيام بمسؤولياتهم في الحفاظ على سمعة المنتج اليمني من العسل، منوها بأن العسل فيه دواء الناس، ولا يجوز التلاعب به أو غشه.

استقرار السوق
بدوره، يتابع النحال ابراهيم شملان، من مديرية خيران المحرق-حجة، مضيفا- بنبرة المتألم- قائلا: "هذه السنة الأمطار قليلة جدا، ولما تكون الدنيا جفاف، بالتأكيد المراعي تكون ضعيفة في المناطق الساحلية وغيرها. وبالتالي النحل ما تعطي عسل، وقد ربما تموت النحل.. النحل كي تكون قوية تنتج عسلاً لابد من مراعي غنية بأزهار الرحيق".
وتابع "نحن في خيران المحرق ومستبأ والوديان والمناطق المجاورة لها، إذا صلح المرعي يخرج منها 20 إلى 30 طن عسل بأنواعه في الموسم، على العكس في حال ضعف المراعي، فقد لا نقدر على تجميع 5 أطنان من كل المناطق، وكذلك هو الحال مع زيادة الأمطار، حيث تزيد الرطوبة في الزهرة فلا تعطي عسلا وإنما ولود".
ولفت "عندما يكون الوضع متدنياً نعمل موازنة، نعطي من الخلية القوية للخلية الضعيفة ونوازن الإطارات من أجل تكون متساوية في النحل. نجري عملية تساوي من أجل تحسين الإنتاج"، مؤكدا "في حالات كهذه، يتأثر دخل النحال، وربما يتعرض لخسائر فادحة تصل إلى فقدان النحل".
وبيَّن "من جهة السوق. بعض الأحيان، تقع مشاكل قوية خاصة عندما يكون العسل ضعيفاً، والسوق يأخذ منك كل شيء بثمنه؛ الدرجة الأولى بثمنها والدرجة الثانية بثمنها والدرجة الثالثة بثمنها وهكذا كل شيء بحسب الجودة".
واقترح "الحاجة المناسبة للسوق أن تعمل الجهات المعنية بالتوافق والشراكة مع التجار على وضع آلية للتعامل مع الإنتاج المحلي بشيء من الدعم والمساندة، سواء في حالة ضعف الإنتاج أو قوته من أجل توفير بيئة استقرار واستمرارية والحفاظ على معنويات المزارع قوية وقادرة على التغلب على التحديات الطارئة، ونقول: طارئة، خاصة وأن الضعف غالبا ما يأتي كحالات غير متوقعة ولمرة واحدة ما بين الـ5 إلى الـ10 سنوات".
وبألم وحرقة يتابع "الناس فقدوا الإحساس بأخطار ما يفعلون، إلى درجة أنك تكلم الانسان أو حتى تروح تجيب له أمر من المديرية؟ يقول لك: أنا أقطع من حقي، تقول له: حتى لو الحق حقك ما هو مباح لك تقضي على الأشجار. الغطاء النباتي حق عام، وهذا ما ورثناه في مراقيم وعهود، بل وأصبح من العادات والتقاليد المتعارف عليها أن الأشجار والمراعي يجب الحفاظ عليها وتنميتها، ولا تقطع الشجرة إلا يابسة، وللرعي أوقات محددة. اليوم جبال كاملة ووديان شاسعة تشوفها تحزن عمرك، تحولت بفعل عشوائية الرعي وجور التحطيب إلى أماكن جرداء خالية من العشب والأشجار".
وأضاف "راحت عليَّ ثلاثمائة خلية في رحلة إلى العصيمات بفعل الرش العشوائي وغير المقنن للمبيدات، وفي خيران تأثر النحل بما يتطاير من سموم من المناطق الجبلية التي تكثر فيها زراعة القات، ومن المناطق الساحلية من مزارع الحبحب التي تستخدم فيها أنواع من المبيدات الفتاكة".
ونوه "الجمعيات التعاونية التي تم تشكيلها، من المفترض أن تبدأ تباشر عملها في رعاية وحماية المنتجات المحلية، على اعتبار أن مهمة تنمية الثروة الحيوانية ونحل العسل من صميم ما شكلت من أجله، وعليها أن تنسق مع الجهات ذات العلاقة في الدولة والفعاليات المجتمع مشايخ وأعيان وشخصيات اجتماعية لوضع حد للعدوان الجائر على الغطاء النباتي".

الهجرة بديل
فيما تابع النحال (عبد الله سالم يحيى بشيبش. القناوص الحديدة) مبيّناً أن أصحاب النحل اليوم في وضع متدهور جدا بسبب أن العسل الخارجي ضرب السوق، وعندما نأتي بالعسل المحلي نضطر في أحيان كثيرة إلى بيعه بثمن بخس ما يخارجك".
واسترسل "أسأل أي صاحب نحل يمتلك 500 حتى 1000جبح، يقسم بالله، إنه قد باع الأغنام، باع الذهب، باع حتى الأرض. تجد شكله مقلوب من كثرة الهم والغم، لماذا؟ لأنه راح لتلك المنطقة من مناطق الرعي، جلس فيها ما بين شهر. شهر ونصف. خمسة عشر يوما، بعدها يأتي يقص، يطلع من القص بما لا يكفي لسداد الدين الذي عليه خلاف الزكاة. هذا خلاف الغلاء في تغذية النحل! وكم نفقات الرحلة من أكل وشرب وأجور نقل. طيب ما أين أدفع للنحال هذا كله؟ وماذا أبقي لأسرتي ونحلي"؟  
وأضاف "ما يزيد في الطين بلة، أنك تدخل السوق بحقك العسل تنصدم بتدن وبخس في الأسعار. لماذا؟ لأن مورد العسل الخارجي يبيع الدبة 5 لترات بخمسين ألف ريال. أنت ما يخارجك تبيعها من فوق المائة ألف ريال. إذن. أنت، على طول، اقطع فيزا وارحل الخليج أو أي بلد غير اليمن تبحث عن لقمة عيش عيالك".

الشمع الصناعي
بدوره، قال الفارس التنموي عبدالحميد علي سالم الذيب والحاضر بصفته ممثلا عن جمعية بني سعد التعاونية: يصل عدد النحالين في المديرية إلى قرابة الـ10 آلاف نحال، لكن إنتاج هذا العدد الكبير من النحالين ما يزال يتراوح ما بين 8-9 أطنان، وهي كمية لا تعود في مواسم كثيرة على المنتجين بالكلفة، هذا فيما إذا بيع الكيلوجرام من عسل المراعي بمعدل 4-6 آلاف ريال.
موضحا "ويعود السبب في ذلك إلى عوامل كثيرة أولها ضعف خبرة النحالين، الأثار المدمرة للمبيدات والسموم على النحل والتي ترفع من نسبة الفاقد إلى 60% في بعض المناطق وخاصة في المناطق التي يكثر فيها زراعة القات".
ويسترسل "تزايد الطلب على الحطب دفع الكثير من سكان المنطقة ومن خارجها إلى التحطيب الجائر طمعا في المكاسب، وهذا انعكس سلبا على نسبة العاملين في مجال النحل".
لافتا إلى أن ضعف الرقابة على الجودة فتح الشهية أمام الكثير من العاملين في مجال بيع وشراء العسل على ممارسة الغش والخلط بالخارجي.
وأوضح النحال الذيب أن خلط شمع العسل الطبيعي بشمع صناعي قلل من كلفة تربية النحل بمقدار الثلثين، وضاعف من إنتاجية النحل للعسل بواقع 3 كجم بالشمع الصناعي مقابل كجم واحد بالشمع الطبيعي فضلا عن دوره الكبير في مكافحة دودة الشمع الصغرى التي تسبب خسائر كبيرة في الأقراص الشمعية بمعدل إتلاف يصل إلى 25%، وبالتالي من يستخدم هذه التقنية ينافس في السوق بقوة، والتجار بالطبع يسارعون إلى اقتناء العسل الأقل سعرا وبالجودة المنافسة".

سلسلة قيمة قوية
ما تطرق إليه النحالون أنفا من المشكلات والمعوقات، تضاف إليه عدد من البنود أهمها فرص وفجوات العمل التعاوني ما بين الجمعيات الزراعية ودور السلطات المحلية، بالإضافة إلى تقييم حلقات المدخلات، الإنتاج، ما بعد الحصاد، التسويق، الاستهلاك وترتيب الحلول حسب التسلسل المنطقي.. شكلت في مجملها عناوين ناقشتها ورشة "تقييم وتطوير سلسلة القيمة للنحل والعسل البلدي"، التي نظمتها وحدة نحل العسل وإدارة النحل وإنتاج العسل والإدارة العامة للثروة الحيوانية باللجنة الزراعية والسمكية العليا واستضافها أكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل بصنعاء.
الورشة أقيمت بالشراكة مع وزارة الزراعة والري والهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي والاتحاد التعاوني الزراعي ومؤسسة بنيان التنموية، وحضور عدد من مربي النحل وتجار العسل البلدي، وفيها أشاد رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا أ. ابراهيم المداني بالنجاحات الكبيرة التي حققها مهرجان العسل المقام مؤخرا بأمانة العاصمة.
مؤكدا أن المهرجان يعد مؤشرا إيجابيا لما نحن بصدد من عمل في سلسلة القيمة التي سيشارك فيها الكل سواء الحاضرين في هذه القاعة أو الذين لم تسنح لهم فرصة الحضور".
وأشار "نسعى لخلق سلسلة قيمة قوية للعسل، يلتزم فيها الجميع بتمثيل نموذج متميز لإدارة قوية"، مشيدا بالخطوة التي اتخذتها وحدة العسل في اللجنة بالشراكة مع التجار والنحالين في إقامة المهرجان، مطمئنا التجار بألا قلق فاللجنة ستكون في عونكم ما دمتم في الطريق الصحيح.
ونوه "في الإنتاج المحلي ما يكفي سواء بن أو عسل، لكن هناك غفلة كبيرة تجعلنا نتجه نحو المستورد فيما نضطر إلى تصدير منتجاتنا بأسعار التراب"، مشددا "نريد أن يكون عملنا قوياً سواء في التسويق الداخلي أو في التسويق الخارجي".
وبيَّن "سنمضي في خفض فاتورة الاستيراد على مراحل، لن نمنع الاستيراد دفعة واحدة كي لا يخسر المستورد رصيدا كبيرا.. سنبدأ بمنع استيراد العبوات الكبيرة والعسل المغشوش الظاهر ثم العبوات الأصغر فالأصغر إلى أن يتخلص التاجر من الكميات الموجودة في مخازنه، ويبدأ باستبدال ما يستورد من العسل الخارجي بالإنتاج المحلي".
وأكد "بدأنا خطوات في مسار المحميات الطبيعية، وبصدد استكمال بقية المحميات".

وحدات متخصصة
وفي تساؤل طرحته "الثورة" الصحيفة على أمين عام الاتحاد التعاوني الزراعي محمد القحوم، عن شكوى الكثير من مربي النحل، غياب دور الجمعيات التعاونية بشكل شبه كامل. يا ترى ما هي الأسباب التي تقف وراء ذلك، أوضح القحوم "نحن في الاتحاد التعاوني الزراعي بالتعاون مع وزارة الزراعة والري، ومؤسسة بنيان التنموية وكل شركاء التنمية في السلطات المحلية نسعى تحت إشراف اللجنة الزراعية السمكية العليا إلى إيجاد وتفعيل وحدات عسل في الجمعيات التعاونية الزراعية، هذه الوحدات ستكون مختصة بكل تفاصيل وإجراءات وأنشطة تربية النحل والعسل البلدي.
مشيرا إلى أن بعض الجمعيات لاتزال أدوارها محدودة، وليست بالشكل المطلوب. ونحن لا زلنا نسعى، بإذن الله، إلى الارتقاء بدور الجمعيات، لأنها من أهم المكونات المجتمعية التي ستحافظ على إنتاج العسل وعلى تعليبه وعلى تغليفه وعلى حمايته من الغش.
منوها بأن وحدات العسل ستشكل المكون المجتمعي الرئيسي داخل الجمعيات والمصدر الموثوق به والقناة الحقيقية لإنتاج العسل وتعليبه بمهارة وخبرة متخصصة، وسيكون من مهامها تعزيز ثقة المنتج المستهلك وشده نحو شراء المنتج اليمني.
وقال "جدير بنا هنا أن نسترشد بموجهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي- سلام الله عليه- والواردة في المحاضرة الرمضانية للعام 1444هـ، والتي فيها سماحته أن "أكثر ما أثر على إنتاج العسل في بلدنا هو الغش وبالذات عندما يعتمد الكثير من النحالين على السكر في إنتاج العسل. إنتاج العسل ثروة ضخمة للنحالين وفي نفس الوقت سلعة مفيدة للمجتمع ذات اهمية كبيرة لصحة المجتمع لو يتوفر العسل ويعود الى موائد المجتمع لكان له اهمية كبيرة في تحسين المجتمع، والوقاية من الأمراض. يحتاج هذا الأمر إلى عناية واهتمام وإلى إرشاد زراعي. يحتاج إلى رعاية مبنية على معرفة وفهم صحيح. نحتاج- أيضا- إلى محميات لأن مما يهلك ويبيد النحل هو ما يستخدمه المزارعون من المبيدات والمكافحات في مزارعهم".
مؤكدا "هذا ما نتطلع من خلاله إلى الرقي بجودة العسل ورفع مهارات النحالين عبر الجمعيات التعاونية الزراعية".
وفي الورشة، ألقى سليم السياغي محاضرة علمية أوضح فيها القيمة الشفائية للعسل البلدي الخالص، وتناول بالأدلة المؤكدة خطر التداوي بالأدوية الكيميائية والتي غالبا ما يكون لها أثار جانبية أكبر من الدواء المنشود منها.
وفي الورشة ناقش مندوبو حلقات سلسلة قيمة النحل والعسل البلدي القضايا المتعلقة بحلقات السلسلة وتطرقوا إلى الأهمية الكبيرة للعسل البلدي وما يحتويه من فوائد جمة في الوقاية وعلاج من الأمراض.
وأوصى المشاركون بضرورة توفير منظومة عناية واهتمام وإرشاد زراعي متكاملة مبنية على معرفة وفهم صحيح تشرف عليها اللجنة الزراعية، ووزارة الزراعة، والاتحاد التعاوني، ومؤسسة بنيان التنموية ويلتزم بها كافة العاملين بحلقات سلسلة النحل والعسل البلدي.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا