الأخبار

مسافر يدلي بشهادتين في طريق مارب ويسدي نصيحة لصنعاء !

26 سبتمبر نت: خاص |
نشر الناشط عدنان باوزير تجربة حية لما اسماها اسطوانة فتح "طريق مارب المشروخة" التي يلوكها مرتزقة العدوان مرة أخرى كورقة فقط للمزايدة على حكومة صنعاء بينما تخفي العلة الماحقة القادمة من مناطقهم.

مسافر يدلي بشهادتين في طريق مارب ويسدي نصيحة لصنعاء !

يقول باوزير في منشوره على وسائل التواصل مبتدأ: اسطوانة طريق مارب المشروخة مرة أخرى :

الى الجهات المختصة لأنصار الله في صنعاء بعد التحية :

أهتموا "بالمبردقين" حقكم في نقاطقكم العسكرية على طريق الجوف صنعاء فأنهم يعكسون صوراً مشرقة للمسيرة ببديهية ودون قصد أو تكلف :

ما كنت في وارد الحديث عن هذا ، ولكن ما دام المرتزقة قد فتحوا موضوع طريق مارب للمزايدة ، فسوف أورد هنا شهادتين مشرقتين حصلت أمام عيني شخصياً وكنت شاهداً عليها وعملت لي صدمة إيجابية بصراحة :

الصورة الأولى كانت في النقطة الأولى التي واجهتنا لأنصار الله في الصحراء ، من جهة طريق مارب الصحراوي وليس عن طريق العبر حضرموت الجوف الصحراوي برضه –

وهذه قصة أخرى فقد ظللنا الطريق أو بالأصح ودفنا نتيجة سوء فهم وسلكنا هذا الطريق الخطير بطريقة غير مقصودة ، المهم هذه النقطة تأتي مباشرة بعد نقطة المرتزقة المسماة بنقطة (العكيمي) ربما نسبة لمنشئها العكيمي المسجون –

بالمناسبة في نقطة المرتزقة هذه (العكيمي) يأخذون على أي سيارة مارة أتاوة قدرها مئة ريال سعودي يسمونها رسوم تحسين !! ما أدري عن أي تحسين يتحدثون ؟ ربما ناويين يحسنون الصحراء !! بدون أي سند ، ما علينا فهذا موضوع آخر.

 

ولست بوارد عقد مقارنات ، لأن المقارنة هنا هي بحد ذاتها محض ظلم وتجني ، لا مقارنة .

في نقطة الأنصار في طرف الصحراء والعسكر هنا يعيشون حياة شاقة ويسكنون في دشم بسيطة تغطيها الرمال ، المهم ألقى الجندي المناوب نظرة عابرة على حوض الهايلكس المكدس بالبضائع ، ورأى وبالصدفة رغم الحجب كرتونين فاكهة (عنبرود) ، فطلب من السواق وبكل لطف والله الشاهد انزال الكرتونين لأن دخول الفواكه المستوردة ممنوع ، والسواق يعرف ذلك وحتى أنا الراكب غير المتابع سمعت بهذا القانون ، واتفق مع القانون وأدعمه وهذا موضوع آخر أيضاً ، وهنا بدأت المساومة ،

حاول السواق أن يفاوض وأن يلمح أنه سيدفع أي رسوم مطلوبة (رشوة يعني) كان موقف الجندي واحد لم يتغير بضرورة انزال الكرتونين ،

في آخر المطاف تدخل أحد الركاب (فاعل خير) واقترح أن يأخذوا كرتون لهم ويتركوا الكرتون الآخر يمر ، ولكنهم أصروا ،

وسأل الضابط السواق : هل تشتغل دائماً على النقل عبر هذا الطريق ؟ قال : كل يوم ، قال له : متى ستعود الى حضرموت قال : غداً أو بعد غد ،

فحرر له سند بكرتونيه وقال له : مر وأنت نازل وخذ كراتينك معك ، وغير كذا لا تحاول ! حل منصف جداً وتعامل نظيف وحزم محترم ومقدر .

ثم مررنا بعشرات نقاط الأنصار وتعامل بمنتهى الروعة والمسئولية وفي غاية اللطف لم يطلبوا بطائقنا طوال طريقنا الطويل الى صنعاء سوى مرة واحدة ، وحتى هذه رغم انها روتينية جداً وعادية كانت هنا مبررة ، فقد سأل العسكري السواق : منين جاي ؟ فحاول السواق أنه يستخف دمه وقال : والله تصدق ومن كثر التعب حتى أنا نسيت من وين أنا جاي !

فقال العسكري باستخاف دم مقابل ايضاً : هيا جنب على جنب لما تتذكر من أين أنت قادم ! لمنا السواق كلنا على خفة دم أهله البايخة ، المهم حينها طلبوا بطائقنا ، والله لم يمسك حتى العسكري البطاقة بيده ، فمجرد ما ابرزتها له قال : روح .

الصورة الثانية:

الصورة الثانية : الصدمة الإيجابية الثانية كانت في حوش (جمرك نهم) ، دخلونا الحوش وأخرونا يمكن ساعة ونصف ونحن في غاية التعب ،

كان الركاب يلومون (الحوثة) فخرجت أنا وسألت عن مدير الجمرك وأنا متعصب بحكم صعوبة الرحلة وكان شكلي زي جني الصحراء وأنا مغطى كلياً بالغبار ، وقسوت عليه بدون حتى أن أفهم السالفة ، قلت له : ياخي حرام عليكم ، يعني مش مكفينا سفر 23 ساعة مشي واصل في عز الصحراء ، دافعين مئتين ريال سعودي مقابل هذه الرحلة الجهنمية وعادكم فوق هذا (ترضحونا) هنا أكثر من ساعة ؟؟ تعالوا وجمركوا حمولة السيارة من العسل وخلونا نروح كان الرجل للأمانة في منتهى الحلم والذوق واللطافة ،

قال : على عيني ورأسي ياخي ويمكنكم تغادروا في دقيقة ، وما فيش أي جمارك على العسل لأنه منتج محلي ، بس أقنعوا صاحبكم (السواق) يبطل مراوغة وينزل الكرتون التفاح المخبأ تحت رصات دبات العسل ويأخذ استمارة تنزيل – تعتبر أيضاً سند استلام ليخلي السواق ذمته أمام مكتب الشحن الذي يتعامل معه وامام الزبون صاحب البضاعة - .

الجماعة كانوا موفقين كعادتهم واكتشفوا كرتون تفاح مخبأ ، والسواق الوغد كان يناور ويراوغ ومش راضي ينزله بحجة أنه هدية خاصة تعود لصاحب المكتب شخصياً ،

وهنا كنت شاهد على صورة مشرقة أخرى : بعد ان طال الموضوع أخذ أحد الركاب – نفس فاعل الخير الأول ههههههه- مئة ريال سعودي وانتحى بالمفتش المعتر جانبا ، وكنت أنا أدخن خارج السيارة خلاااص اعصابي منهارة من التعب والبهذلة ، فسمعت صوت المفتش وهو يقول : وتحاول ترشيني كمان ؟؟ حرام ما تدي نطة ، يا الله خرج الكرتون وأعمل استمارة تنزيل ،

فقمنا نحن ونزلنا العسل بره حتى أن دبة عسل سقطت بره وانفطرت ، سال العسل والدنيا كلها تتلزق – على فكرة العسل مش حقي وربي ، بس صورتي سأمتهن هذه التجارة مستقبلا – المهم طلعنا الكرتون وسلمناهم وعملوا لنا استمارة تنزيل وغادرنا بمنتهى السلاسة .

اسأل نفسك : ما الذي جعل هذا المفتش الجمركي البائس أبو الكوت المشطط والمنتف يرفض مئة ريال سعودي ولا من شاف ولا من دري ؟؟

سلكت هذا الطريق بالذات عشرات المرات زمان من صنعاء لحضرموت والعكس ، وأعرف هذه النقاط العسكرية وأعرف جيداً ابتزازاتهم وخصوصاً لما يشوفوا رقم سيارتك / 5 ، أي حضرموت ، ما الذي غيّر هؤلاء 180 درجة ؟؟

من الذي شربهم هذه الثقافة الحميدة والشريفة والنظيفة ؟؟

السؤال أطرحهم برسمكم أنتم !! (أنتهى)

على فكرة هذا السواق المراوغ اذا لم يغيّر سلوكه ويحسن أخلاقه معي أو يأخذني مرة أخرى معه من دون أجرة سوف أسدح اسمه الثلاثي هنا وقاهي الا هي ،،

 

* الصورة تعبيرية

تقييمات
(1)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا