كتابات | آراء

تدويل الأزمة اليمنية إلى أين ؟!

تدويل الأزمة اليمنية إلى أين ؟!

يرى الكثير من المحللين السياسيين والباحثين في الشأن العربي وقضايا الشرق الأوسط أن الحرب اليمنية قد يطول مداها بسبب دخول أطراف عربية وإقليمية ودولية وأممية ..

إضافة إلى أن هناك تلاعباً بالأوراق اليمنية .. مما يجعل الوصول إلى إتفاق بين الأطراف المتصارعة شبه مستحيل ..
في ظل هكذا أوضاع مثقلة بالأعباء وغياب الجهد الدولي الإنساني والإعماري في اليمن هو ما أدى إلى إفراغ الإستراتيجية من فحواها الإنساني والمدني وجعلها قاصرة على الشق العسكري الذي يميل لصالح العدوان ..
من هذا المنطلق فإن عامل الزمن يعتبر حاسماً وخطيراً لدى جميع الأطراف فالذين يراهنون على عنصر الزمن على الصعيد العسكري وسياسة المراوغة والتكتيك واللعب بالعصا والجزرة سيصلون في نهاية المطاف إلى محطات متعددة وسيناريوهات متباينة قد تنعكس آثارها على الكثير من دول المنطقة وغيرها ..
إن إشكالية القوى السياسية والوطنية في اليمن تصنع الحدث ولا تقوده وأن معظم الحوادث التي دارت في السابق بين كافة الأطراف كانت عبارة عن تفاوضات استعراضية ليس إلا ..
يبدو أن ثقافة التملك السياسي مازالت قابعة في عقول الكثير من القوى السياسية ورجالات الحل والعقد , لذا علينا أن ندرك أن الحرب المنسية في اليمن سيكون لها نتائج كارثية في المستقبل بغض النظر عن حسابات الأرباح والخسائر لطرف دون الآخر..
وفي ظل غياب الدستور والقوانين والمؤسسات الدستورية والمشاحنات السياسية والحزبية التي ستسهم في تكريس الفوضى الخلاقة والركود السياسي والشلل الفكري والثقافي مما يترك آثاراً سلبية مدمرة على المدى البعيد إجتماعياً وإنسانياً واقتصادياُ ويخلق حالة من الشعور المتزايد لدى كافة فئات المجتمع باليأس والسقوط الأخلاقي والانجرار وراء الخيارات العنيفة والمدارات الساخنة .. فالصراعات القائمة اليوم في شتى أرجاء الوطن هي إفرازات ناتجة عن عدم وضوح الرؤى السياسية وتداخل سيناريوهات إقليمية ودولية وأممية في الشأن اليمني, ولهذا لا بد من توحيد الإرادة السياسية بين كافة القوى الوطنية والحزبية والسياسية ..
وهذا لم ولن يتم إلا بتوحيد الرؤى وتوسيع خيارات الحلول التوافقية وتبادل الآراء بروح رياضية عالية وتقديم التنازلات مهما كانت مجحفة من أجل مصلحة الوطن العليا والحفاظ على وحدة أراضيه وأمنه الوطني والقومي وهذا يحتاج الى إعادة رسم الخارطة السياسية لليمن الجديد دون غالب أو مغلوب إذا كنا فعلا جادين لبناء دولة مدنية حديثة..
هناك جهات ما ودول ما تسعى لتدويل الأزمة اليمنية وإدخالها في دائرة الصراعات الدولية بحيث تكون جزءاً  لا يتجزأ من إدارة الأزمات والسيناريوهات الدولية التي تتمناها تلك  الدول الاستعمارية  فيما يسمى بعصر صناعة الأزمات لذا علينا أن ندرك أن أي موقف يتخذ من قبل تلك القوى العالمية أو الأنظمة الإقليمية والدولية ضد أي دولة يتحدد على ضوئه مسارات ومدارات وخيارات من أهم بنودها مصالح وأجندات تلك الأنظمة الإقليمية والدولية بالرغم من تباين الرؤى وتعدد الآراء وتداخل المصالح في مابين تلك الدول.. لذا لا بد أن ننطلق من أولويات السلام المبني على روح التوافق الإنساني  وعدم الكيل بمكيالين ودون خلط الأوراق السياسية بالأوراق الإنسانية أو العسكرية لا بد أن تكون الأولوية العليا للجانب الإنساني بوقف الحرب وفتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة بدون شروط مسبقة إذا كانت هناك نية صادقة لدول تحالف العدوان , أما اللعب بالعصا والجزرة فلن يجدى مهما حاول القائمون على عملية السلام استخدامها ضد حكومة صنعاء .
فوقف الحرب في اليمن مرتبط إرتباطاً وثيقاً بالجانب الإنساني وهذا لن يتم في ظل الحصار الشامل وغياب الحلول التوافقية بين كافة الأطراف ..

كلمات مضيئة :
صفوة القول : لم ولن يكون هناك سلام حقيقي في اليمن إلا برحيل التحالف عن الأراضي اليمنية المحتلة التي سيطرت عليها الدولتان السعودية والامارات في 26 مارس 2015م والذي أدعى فيه التحالف تحت عناوين زائفة وشعارات هلامية من قبيل نصرة الشرعية المنتهية الصلاحية , وقد أثبتت السنوات الست الماضية من عمر الحرب العدوانية الغاشمة على اليمن أنها لم تكن سوى غطاء وذريعة للأجندة غير المعلنة والتي لا تزال تتكشف تباعاً يوماً إثر يوم ..
يكفي دليلاً  على ذلك ما تعيشه المحافظات الجنوبية من أزمات اقتصادية خانقة وأوضاع اجتماعية متردية وفوضى أمنية وغيرها فيما تمضي السعودية والامارات في تعزيز سيطرتهما على الاراضي اليمنية في حضرموت والمهرة وأرخبيل سقطرى وكافة الجزر اليمنية في البحر العربي وخليج عدن وباب المندب وعسكرة الموانئ والمنشآت الحيوية والمنافذ الحيوية والمنشآت النفطية , ونهب الثروات , وإنشاء المعسكرات مما يجعل اليمن حديقة خلفية للدولتين منزوعة السيادة ..
إن مستقبل اليمن وأمنه الوطني والقومي مرهون بيد أبنائه الأوفياء ورجاله المخلصين الذين نذروا أرواحهم ودماءهم فداءً لهذا الوطن الغالي.. فلا سلام ولا حوار في ظل احتلال سعودي إماراتي فليرفعوا أياديهم أولاً عن السيادة اليمنية وليحملوا عصاهم ويرحلوا وليتركوا اليمن لليمانيين .. فأهل اليمن أدرى بشعابها وستنتصر الإرادة اليمنية عاجلاً أم آجلا وسنعيد للحكمة اليمانية ألقها ورونقها التاريخي والحضاري والديني بهامة مرفوعة وإرادة صلبة لا تلين ولا تستكين ..!!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا