كتابات | آراء

بوح اليراع: محمد بن سلمان متصهيُنٌ للعيان

بوح اليراع: محمد بن سلمان متصهيُنٌ للعيان

بالرغم من أن معظم الأنظمة العربية التي حظيت بموافقة صليبية قد تأسست على عمالة، وأنيطت بها -وفق المخطط الماسوني- مهمة الحفاظ على الكيان الصهيوني،

فقد تمكن رعيل الرواد من إبقاء عمالتهم -طيلة عقود- في الخفاء، بعكس جيل الأبناء الذين صارت عمالتهم مكشوفة -في الأغلب- لكل من هب ودب.
بل لقد بلغ ببعض أولئك الحكام الأغبياء انعدام الحياء إلى حدَّ المجاهرة للكيان الصهيوني بالولاء، فقد قال «مايك إيفانز» مؤسس «متحف أصدقاء صهيون» في وسط القدس، وهو مسيحي إنجيلي أمريكي، بعد سفره -بداية عام 2020 المنصرم_ إلى عدد من الدول الخليجية: (إن زعماء هذه الدول -ويقصد ابن سلمان وابن زايد- مؤيدون لإسرائيل أكثر من كثير من اليهود).

شهود عيان على تصهين ابن سلمان
مما لا يختلف حوله أن «الصهيونية» -وهي الوجه الآخر للماسونية- حركة سياسية، وليست دينًا أو دولة، بدليل إن اليهود المتدينين في أنحاء العالم يرفضون الانخراط في المخطط الصهيوني التوسعي الظالم.
لكن في المقابل يوجد في العالم حتى من غير اليهود بل حتى من الساسة والحكام المحسوبين على الإسلام من يعتنقون الفكر الصهيوني بشغفٍ جنوني، فقد ذكرت «وكالة أنباء فارس» -في معرض حديثها عن أشهر معتنقي الفكر الصهيوني الظالم- أن: (محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والحاکم الفعلي للسعودية، والذي ينبغي أن يكون حاكم الأمة الإسلامية وسادن الكعبة المشرفة وخادم الحرمين الشريفين، من أبرز المسؤولين السياسيين الصهاينة في العالم).
ومما يدلُّ على شدة إيغال «ابن سلمان» في مستنقع التصهيان ردُّ «يواو ليتفين» الكاتب والمصور الإسرائيلي الأمريكي في تقرير كتبه للجزيرة عمَّا إذا كان محمد بن سلمان صهيونيًّا -بثقة مطلقة-: (لا شك في ذلك).
بل أن أبرز شهود العيان على تصهيُن بن سلمان«مايك إيفانز» مؤسس «مركز التراث اليهودي» الذي قال -خلال كلمته بالمؤتمر السنوي لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية-: (عند ما التقيت ولي العهد، أخبرني أنه يفهم الشعب اليهودي لأن والدته يهودية، نعم أخبرني أنها كانت -في الواقع- المشرفة على بيت والده وكانت يهودية أثيوبية، أخبرني أيضًا بمشاعره الشخصية تجاه إسرائيل، وقال إنه معجب جدًّا بها وغير معجب بالفلسطينيين وفسادهم.
فابقوا أعينكم على ولي العهد هذا إنه واحد من ألمع الرجال على وجه الكرة الأرضية وأبلغ ذوي الرؤية المستقبلية، ويمكنني أن أقول لكم إن كل ما يمضي للأمام في العالم السني إجمالا يحدث بفضل قيادته).

انحياز بلا مداهمة إلى جانب الصهاينة
منذ أن استحوذ «ابن سلمان» على «ولاية العهد» بدأت تظهر ملامح موالاة مملكة «آل سعود» للصهاينة اليهود بشكل غير معهود، إذ لم تبد مملكة آل سعود أي تعاطف معلن للصهيونية منذ تأسيسها، ولم تَعِرْ إحياء ذكرى «الهولوكوست» أدنى اهتمام إلا بعد أن تربُّع هذا الغلام على ولاية العهد بعدة أعوام الذي أوفد قبل عام «محمد العيسى» وهو رجل دين سعودي بارز ويشغل منصب «الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي» للمشاركة في إحياء ذكرى هذه الواقعة المدُّعاة التي تهدف إلى إكساب الصهيونية المزيد من التعاطف.
ومن الواضح أن «بن سلمان» كان يهدف -من خلال إرسال «العيسی» إلى «أوشفيتز» للمشاركة في إحياء ذكرى ذلك الحدث المُفترى إلى التعبير عن دعمه الجنوني للکيان الصهيوني.
وفي مقابلة لمجلة «أتلانتيك» الأميركية أجراها معه الصحافي الأمريكي «جيفري غولدبيرغ» -في إبريل 2018- اعترف للمجلة أن: (لدولة الكيان الصهيوني الحق في امتلاك أراضيها الخاصة) التي تشمل -وفق تأويله- كافة الأراضي المحتلة.
وفي معرض رده عن إمكانية تشارُك «الكيان الصهيوني» المصالح مع بلاده قال: (تشكل إسرائيل اقتصادًا كبيرًا مقارنةً بحجمها كما أن اقتصادها متنامٍ، ولعل هناك الكثير من المصالح الاقتصادية المحتملة التي قد نتشاركها معها).
ولعل أهم قولٍ تجدر الإشارة إليه قول «مايك إيفانز»  مؤسس «مركز التراث اليهودي» الذي سبقت الإشارة إليه: (الشخصية الثالثة التي نريد تكريمها هو ولي عهد العربية السعودية محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود المعروف أيضًا بـ«مبس»، سآخذ بعض الوقت لأوضح لكم لماذا نكرم سموه، ليس هناك قائد في العالم الإسلامي أكثر تأثيرًا على القرارات التي تُتخذ لدفع العالم الإسلامي نحو دعم دولة إسرائيل أكثر من ولي العهد هذا، وقد لا يُسدى له الفضل الكافي على ما قام به، فهو في الحقيقة الشخصية المفتاح التي تقود، وقد عدَّل نظام التعلم في بلده ضد معاداة السامية بشكل كامل، بما ذلك في المساجد فلم يعُد مسموحًا للأئمة بالدعوة للجهاد وكره اليهود، لهذا نريد أن نكرِّمه بجائزة «صديق صهيون»).

وقوفه علانية ضد الحقوق الفلسطينية
لأن أشقى الغلمان «محمد بن سلمان» من أبرز الشخصيات العربية التي مهدت لـ«صفقة القرن» التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بصورة نهائية، فقد عمل على إفساح الطريق بكل ما أمكنه من إسكات أشد الأصوات مناوأة لها، فقد وجه بشن حملة اعتقالات واسعة النطاق ضد الفلسطينيين المتواجدين في مملكته لا سيما المنتمون إلى «حركة حماس» الأكثر تصديًا لسياسته.
ولم يخلُ خطابه الشيطاني من شيطنة الشعب العربي الفلسطيني، فقد نقل عنه «باراك رافيد» مراسل «القناة 13 الإسرائيلية» -على هامش الحديث عن «صفقة القرن»- قوله: (خلال العقود القليلة الماضية، ضيَّع المسؤولون الفلسطينيون الفرص واحدة تلو الأخرى ورفضوا جميع مقترحات السلام. وقد حان الوقت للفلسطينيين إما قبول مقترحات السلام وقبول الحضور إلى طاولة المفاوضات دون تأخُّر، وإلا فليصمتوا وليتوقفوا عن التذمر).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا