كتابات | آراء

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين؟!.. _88_

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين؟!.. _88_

وفيما يتعلق بهذه الحرب العبثية الظالمة التي تشنها دول تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية والتي دخلت عامها السابع,

فإنه لا يمكن أن يختلف اثنان على الإطلاق على أنها حرب دوافعها اقتصادية واستعمارية وتحركها وتغذيها أطماع إقليمية ودولية, ولا يمكن أن تتجاوز وتنأى بعيداً عن هذا الإطار والتصنيف, والمحددات والمنطلقات, وسياقها العام الأقرب بكل مضامينه واعتباراته إلى الحقيقة والواقع والمنطق والمفهوم السليم للأحداث ومساراتها وتوجهاتها المختلفة في تاريخ المنطقة والعالم في كل الفترات.. وهذا ما عبر عنه صراحة سياسي عماني يبدوا على اطلاع ودراية ومعرفه وإلمام بتفاصيل ما حدث ويحدث في اليمن ويفهم جيدا طبيعة هذا الذي يحدث بكل أبعاده وخفاياه واتجاهاته، حيث أشار إلى أن الحرب الحالية على اليمن سببها الأساسي ينحصر في ذلك المخزون النفطي الهائل بالنسبة لمملكة آل سعود وإماراتياً في منطقة “باب المندب” وما تمثله من أطماع ومغريات كثيرة يسيل لها لعاب الطامعين في موقع اليمن الاستراتيجي الهام، وفي تصريحات له بهذا الخصوص يقول الناشط السياسي العماني سيف النفيلي:" إن الحرب على اليمن كانت منذ البداية سببها موقع اليمن الاستراتيجي وما تحويه من مخزون نفطي هائل يضاهي ما تحويه دول الخليج مجتمعة"، وأكد أن مزاعم “استعادة الشرعية” في اليمن ليست السبب الحقيقي للتدخل السعودي والإماراتي عسكرياً في هذا البلد وشن الحرب عليه.
وأضاف سيف النفيلي وهو باحث وناشط سياسي بارز في سلطنة عمان، في تغريدة له مطلع يونيو المنصرم على حسابه بتويتر تعليقاً على تقرير نشرته قناة روسيا اليوم باللغة الإنجليزية في العام الأول من الحرب: "إنه تفاجأ بما ورد من معلومات في التقرير ولفت إلى أنه تأكد بأن سبب الحرب على اليمن ليس دعم الشرعية كما يشاع، “إنما هو المخزون النفطي الهائل الذي تملكه اليمن ومن أجل السيطرة على مضيق باب المندب” وأوضح السياسي العماني النفيلي إن ما تملكه اليمن يعطي تفسيراً لسبب قتال السعودية المستميت من أجل السيطرة على المخزون النفطي في منطقتي الجوف ومأرب، وأن سبب مشاركة دولة الإمارات في العدوان والحرب على اليمن ينحصر أساساً في مساعيها للسيطرة على مضيق باب المندب والتحكم فيه بيد أن ما تقوم به السعودية وشريكتها الرئيسية الإمارات في العدوان والتآمر على اليمن, يأتي في ظل محاولات واشنطن المستمرة وبالتزامن معها, لمنع اليمن من القيام بأي دور جيوبوليتيكي مستقبلي في الإقليم والعالم.
وتأكيدا لذلك إجمالاً, يقول مَراقبون: "لا تخفي واشنطن سعيها إلى تأمين مجموعة مصالح في ان واحد, هي المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب, والمصالح الأمريكية في بحر العرب والمحيط الهندي, والمرتبطة بالصراع مع الصين, والذي لا يبدو أن تركيز الولايات المتحدة عليه يصب في مصلحة إنهاء الحرب على اليمن, فبالإضافة إلى المعضلات المستعصية والشروط السياسية الصعبة التحقيق للجانبين اليمني والسعودي, يأتي الصراع الأمريكي- الصيني على المضايق والخطوط التجارية البحرية والجزر الحيوية, والذي يشكل اليمن إحدى ساحاته البارزة, لما يتمتع به من موقع جغرافي مميز يخول من يسيطر عليه قطع الطريق على الطرف الآخر".
وفي أحدث تقرير صحفي نشرته قبل أيام, تسلط جريدة "الأخبار" اللبنانية الضوء على أهمية موقع اليمن الجغرافي الاستراتيجي ومميزاته, وأطماع الطامعين به، وتقول الجريدة اللبنانية في تقريرها الذي كتبه لقمان عبدالله: "وبالعودة إلى موقع اليمن الاستراتيجي، فإن باب المندب يشكّل أحد أضلع ما يسمّى «المثلّث الذهبي»، إلى جانب مضيق هرمز ومضيق ملقا، وإن كان مضيق هرمز يحوز أهميّة كبيرة لدوره في تدفّق النفط إلى دول العالم، فإن باب المندب، الذي لطالما كان من أبرز أسباب الصراع الذي عاشه اليمن عبر التاريخ، يمثّل اليوم أَيْـضاً واحداً من أهم عوامل النزاع، ولا سيما بالنظر إلى حجم القوات الدولية التي تمّ الدفع بها إلى المنطقة بحجّـة حماية خطّ الملاحة الدولي في هذا الممرّ، ومنطقة البحر الأحمر وخليج عدن"، وبحسب نفس المصدر "يُصنّف اليمن على أنه دولة بحرية، إذ إن لديه شريطاً ساحلياً بطول 2500 كيلومتر يحيط به من الغرب والجنوب، وعلى امتداده موانئ مهمّة وعشرات المدن الساحلية والجزر الحيوية في بحرَي العرب والأحمر"، وأوضح التقرير أن موقعٌ اليمن المتميّز زاده بُعداً إضافياً الحضور المتجدّد للصين بعد غياب طويل عن المنطقة..
...... يتبع......

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا