كتابات | آراء

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين؟!.. _89_

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين؟!.. _89_

وفيما يتعلق بالجهود الدولية المكثفة , والمساعي والمبادرات السياسية التي يقوم بها أكثر من طرف لإنهاء الحرب على اليمن ,

والشروع في تنفيذ خطة سلام شاملة تشارك فيها كافة الأطراف المعنية والمتصلة بهذا النزاع والصراع الدامي الذي أرهق اليمن واليمنيين , ومزق البلاد , جاء تقييم مبعوث الأمم المتحدة الخاص المُنتهية ولايته إلى اليمن , البريطاني " مارتن غريفيت" , للصراع في هذا البلد ومساره في المستقبل , صارخاً , وقاتماً .
وفي آخر إحاطة قدمها لمجلس الأمن الدولي حول الصراع في اليمن قال غريفيت إن :" الوقت ليس في صالح اليمن" .. مُوضحاً أنه على مدار النزاع تضاعفت , وتشتت الجهات الفاعلة المسلحة والسياسية .
وأضاف المبعوث الأممي السابق إلى اليمن في سياق إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن قبل أيام :" لم يتضاءل التدخل الأجنبي , وما كان ممكناً فيما يتعلق بحل الصراع منذ سنوات , غير ممكن اليوم , وما هو ممكن اليوم , قد لايكون ممكناً في المستقبل " .
وأوضح غريفيت أن المبعوثين الدوليين السابقين إلى اليمن , قد ترك كلاً منهم منصبه قبل التوصل إلى اتفاق سلام يُنهي الصراع الطويل في هذا البلد العربي الذي مزقته الحرب ..  وحذر البريطاني مارتن غريفيت من أن الصراع في اليمن سوف يستمر في التعقيد أكثر من أي وقت مضى , ويتشظى البلد أكثر وأكثر وتتضاعف معاناة سكانه بشكل كبير .. وقال :" سيكون المبعوث الخاص التالي هو المحاولة الرابعة للأمم المتحدة , وقد يكون آخر مبعوث خاص لديه فرصة لإعادة بناء اليمن كدولة واحدة .. لافتا إلى أن الجولات الديبلوماسية المكوكية لن تفعل شيئاً سوى إطالة الحرب في اليمن .
وطالب غريفيت , المبعوث الأممي الخاص الجديد إلى اليمن بإتباع نهج دولي حقيقي يضمن نجاح الحل السياسي .. متوقعا أن يزداد الوضع الإنساني سوءا وتدهوراً أكثر في ظل وجود دولة ممزقة ومشرذمة لاتسيطر عليها مجموعة واحدة بشكل كامل .
وبحسب اراء متطابقة ومُتسقة اجمالاٌ لمحللين ومراقبين شديدو الإهتمام بمجريات الأمور في اليمن وتطوراتها وتداعياتها الكثيرة والمتنوعة , فإن غريفيت يبدو بمُقاربته هذه الأقرب إلى الحقيقة والواقع في مثل هكذا تقييم لمجمل الأوضاع في اليمن وتطوراتها ومآلاتها الخطيرة في ظل استمرار الحرب وتعذر التوصل إلى حل سلمي يُنهي هذا الصراع الطويل الذي جنى على اليمن واليمنيين كثيراً.
ويقول مراقبون :" غريفيت مُحق في أن يكون مُتشائماً , وهو ثالث مبعوث خاص للأمم المتحدة  , يحاول ويفشل في إنهاء الحرب في اليمن , وأنتهت مهمته بالإخفاق في إنهاء الصراع ".
ويضيف المراقبون ضمن تحليلاتهم لمجمل تطورات المشهد اليمني اليوم التي تطغى عليه الضبابية والعتمة :" ولم يقتصر الأمر على فشل البريطاني غريفيت , وأسلافه , ولكن على مدار فتراتهم المتتالية , أزداد القتال في اليمن تدريجياً , وبشكل ملحوظ , وما كان في السابق يتطلب اتفاقاً بين الحوثيين ( جماعة أنصار الله ) , وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي , التي تدير شؤون البلاد من غُرف وردهات فنادق الرياض , أصبح الآن حرباً مُتعددة الأوجه مع مالايقل عن أربع مجموعات مسلحة محلية رئيسية , ومجموعات متنوعة من القوى الخارجية , سواء كانت اقليمية أو دولية , والمتدخلة في الشأن الداخلي اليمني , وكل هذه المجموعات المشاركة في الصراع الحاصل في اليمن يتوجب عليها التوقيع على أي اتفاق سلام شامل في اليمن على المدى القريب أو البعيد , لضمان نجاح هذا الإتفاق , لا أن ينحصر توقيع اتفاق سلام كهذا على جماعات أو أطراف بعينها " .
فيما يذهب البعض الآخر من المراقبين والمحللين لما يحدث هنا , إلى مُقاربة مُشابهة, مع التأكيد في نفس الوقت على ضرورة التوصل سريعاٌ لصيغة اتفاقية سلام شامل تنهي الصراعات والحرب في اليمن , وتشمل جميع الأطراف المنغمسة والمتورطة في النزاع في اليمن من الداخل والخارج , والحرص على تهيئة كل ما يمكن لنجاح أي عملية سلام يتم التوقيع عليها وتكون مُلزمة للكل بلا استثناء .. وهناك من المراقبين  من يؤكد على ضرورة إعادة النظر ومراجعة الآليات السابقة وخطط ومبادرات السلام السابقة الخاصة بإنهاء الحرب في اليمن , وتصحيح الأخطاء والمسار في هذا الجانب والأخذ بالأصلح والأنسب لضمان نجاح جهود ومساعي السلام .
ويقول أصحاب هذا الرأي من المراقبين :" اليمن بحاجة إلى نهج جديد , وبدون ذلك , سيحقق المبعوث الأممي الخاص التالي أو الجديد لليمن , نفس النتائج التي حققها الثلاثة الذين سبقوا غريفيت , وستستمر الحرب , وتدخل أو تمضي البلاد في مزيد من الإنقسام إلى مناطق سياسية مستقلة يسيطر عليها أحد زعماء الحرب الأقوياء ".
وتؤكد آراء الكثير من المحللين السياسيين أيضاً أن السنوات الست الأخيرة من الحرب على اليمن أوضحت أمرين :
 (1) الأطراف اليمنية غير قادرة على حل هذا الصراع بمفردها في الواقع , حيث يستفيد الكثير من أمراء الحرب مالياً من استمرار الحرب والقتال , ويعتقدون أنه من مصلحتهم على المدى الطويل , إطالة أمد الصراع .
(2) لن تنجح مايصفوه بحلول الوجبات السريعة والخطوات المؤقتة والترقيعية في إنهاء صراع معقد كالصراع في اليمن, الذي يبدو حاليا أحوج مايكون لدعم دولي وخطة شاملة تحقق السلام الشامل وفق خطة يتفق عليها الجميع من الضالعين في هذا الصراع .. يذكر أن الأمم المتحدة سبق وأن عينت مبعوثين خاصين لها إلى اليمن هم : المغربي جمال بن عمر , والموريتاني إسماعيل ولد الشيخ , والبريطاني مارتن غريفيت , وآخرهم الذي عين قبل أيام هو السويدي جريجوري دي جونسن , وهو عضو سابق في فريق الخبراء المعني باليمن التابع للأمم المتحدة , ومُؤلف كتاب " الملاذ الأخير : اليمن والقاعدة , وحرب أمريكا في الجزيرة العربية " .
..... يتبع .......

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا