كتابات | آراء

البحر الأحمر ملتقى الاطماع الاستعمارية (80)

البحر الأحمر ملتقى الاطماع الاستعمارية (80)

نعود لموضوع بحثنا كان التجار من الطائفىة الكارمية الدعامة والركيزة الأساسية للبناء الاقتصادي للدولة الصليحية والدويلات اللاحقة حتى الدولة القا سمية

بفضلهم  جنت اليمن مكاسب عظيمة وبفضل قيامهم بنقل التجارة الشرقية من الشرق الأقصى , والهند وافريقيا وإلى مصر التي كانت تحملها السفن إلى الغرب الأوروبي وكانت لهم مستودعات ضخمة وفنادق في موانئ مصر وفي عدن والهند ظلت طائفتهم تحتكر الاشتغال بنقل التجارة الشرقية حتى بعد القرن  الحادي عشر الهجري واستمرت وإن بدرجة اقل وذلك عبر البحر الأحمر الذي كانوا يعتبرونه بحيرة اسلامية بعد أن منع التجار غير المسلمين من ولوجه والملاحة فيه وكان ذلك من العوامل التي ساعدت على نمو تجارتهم واتساعها وقد أتاح لهم دورهم الاقتصادي الهام فرصة للتدخل في الشؤون السياسية والمالية لدولة السلاطين والأئمة في اليمن أما في مصر وفي عهد المماليك فقد خصصت لهم وظيفة ناظر البهار الكارمي وهي وظيفة هامة يتولى صاحبها مراقبة ما يصل إليه من أصناف البهار وانواع الحرير.. وكانت هذه الوظيفة تساوي الوزارة وكان الكارمية طائفة من المسلمين اتخذوا الإسلام أساساً لوحدة طائفتهم ولم يكن فيهم من عنصر اليهود وكانوا كما يقول الدكتور صبحي لبيب هيئة إسلامية خالصة تتحكم في نفس الوقت في أهم تجارة عالمية وهي تجارة التوابل وسلع الشرق ومن الجدير بالملاحظة أن كل من وصلتنا أخبار عنهم في المصادر العربية كانوا تجاراً مسلمين وعلى قدر عال من الثقافة والعلم والبعض منهم كان يتقن عدة لغات واسسوا مدارس ودور حديث  لتدريس القرآن الكريم والشريعة والحديث وعلوم اللغة وفيما يلي أسما تجار ألكارمية ورد ذكرها في عدة مصادر:-
التاجر الكولي عزالدين بن منصور التاجر الكارمي المشهور بكثرة الأموال والإنفاق في أعمال البر والخير.
أبو محمد عبدالرحمن عبد الجبار التاجر الكارمي المحدث المعروف.
شمس الدين محمد بن محمود بن ابي الفتح .كان مشهور بكثرة الإنفاق على الحجاج والفقراء والمصالح والسبيل
محمد بن محمد بن عبد الرحمن النخعي كان فقيهاً شافعياً مشهور له مشاركة في النحووالأصول .. واحمد بن عبد الوهاب بن حريز التاجر الكارمي الذي توفى سنة 700هجرية وكان مشهور بمساعدة طلاب العلم وترميم المساجد والمنازل" والمعلامات". وغيرهم كثير وقد بلغ أكثر من ثراء تجارة الكارم حتى أنهم كانوا يدفعون الزكاة وكل ما كان يطلب منهم من أموال عن قبول ورضاء تقديراً للرعاية التي كان يكفلها لهم السلاطين كمظلة الحماية لرعاية مصالحهم التجارية ووصل بهم الأمر أنهم كانوا يقرضون السلاطين في مصر واليمن غير أن  اضطراب الأوضاع في مصر مع قيام دولة المماليك نفر الكارمية من التردد على مصرفقنعوا بالحفاظ على مراكزهم التجارية الرئيسية في اليمن والبحر الأحمر.
يقول المقريزي وبن بطوطة والإدريسي وبن جبير بأن الأيوبيين استطاعوا تأمين البحر الأحمر وطرقه البرية والبحرية امام الحجاج والتجارة مما انعكس على انتعاش التجارة  في البحر الأحمر في العصر الأيوبي حيث شهد العصر الأيوبي نشاطاً تجارياُ واسع النطاق فاق ما سبقه من عهود وازداد تجار الكارم في نقل التجارة والسلع الشرقية من عدن إلى مصر والشام ومنها عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا وهكذا تبين من خلال العرض السابق أن سلطات اليمن أدركت عبر مراحل طويلة من التاريخ الإسلامي أهمية البحر الأحمر بالنسبة للتجارة الشرقية وحرصت دول اليمن المختلفة في كل العصور لتنشيط هذه الحركة التجارية لمالها من عوائد اقتصادية .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا