الأخبار

عطوان: لماذا نطرب لخطابات ابو عبيدة والعميد سريع ..!

26 سبتمبرنت:  عبدالباري عطوان |

نستغرب هذا الاهتمام العربي الرسمي والنخبوي بخطاب بنيامين نتنياهو في الكونغرس، وتسخير معظم وسائل الاعلام لتغطيته، وحشد عشرات المحللين للتعليق على مضمونه، وتحليل كلماته وعباراته في برامج تلفزيونية استمرت لساعات في الوقت الذي قاطعه نصف النواب الديمقراطيين احتقارا واهمالا، وتظاهر الآلاف من الأمريكيين الشرفاء احتجاجا على حرب الإبادة التي يشنها ضد الأطفال والمرضى وتجويع الملايين من المحاصرين من المدنيين في القطاع الصامد المقاوم البطل.

عطوان: لماذا نطرب لخطابات ابو عبيدة والعميد سريع ..!

هذا الكونغرس الأمريكي الذي استقبل غالبية نوابه مجرم الحرب الإسرائيلي بالتصفيق وقوفا لأكاذيبه، ودعما لمجازره أكد للمرة المليون ان الديمقراطية الغربية هي ديمقراطية القتل والإبادة وسفط الدماء، وليس لها أي علاقة بالعدالة وحقوق الانسان والحريات بأشكالها كافة. 

***

نتنياهو الذي صفق له نواب العار وقوفا في الكونغرس أهان أمريكا بحضوره وغطرسته، عندما تطاول على شرفائها المتظاهرين ضد حرب إبادته وتطهيره العرقي في القطاع الصامد، ووصفهم بأنهم مرتزقة عملاء لإيران، والمقارنة المثيرة للسخرية بين هجمات السابع من تشرين الأول (أكتوبر) وهجمات الحادي عشر من (سبتمبر) على مركز التجارة العالمي في نيويورك، والادعاء الرخيص بأنه سيقاتل ايران دفاعا عن إسرائيل وامريكا، وهو الذي يرتعد خوفا منها ويخشى المواجهة المباشرة معها خاصة منذ هجوم “الوعد الصادق”، ووصف العرب والمسلمين بالمتوحشين، والإسرائيليين بالحضاريين الذين يقاتلونهم نيابة عن العالم المتمدن الغربي.

هؤلاء المتظاهرين الشرفاء الذين تجمعوا امام الكونغرس اثناء خطاب هذا المجرم الكذوب المتغطرس والمهزوم، هم الذين يمثلون أمريكا المستقبل، وليس النواب الفاسدين المشترين بأموال اللوبي الصهيوني، وثوار الجامعات الامريكية هم الجيل الجديد من الحكام والسياسيين والناخبين الذين سيغيرون وجه بلادهم القبيح المتواطئ مع آلة الاجرام الإسرائيلية وسفكها للدماء ان عاجلا او آجلا.

العرب والمسلمون الذين يقفون في خندق المقاومة، ويدعمون الانتصارات التي تحققها يوميا في الضفة والقطاع واليمن وجنوب لبنان والعراق وسورية، ويضحون بفلذات اكبادهم لا يهابون أمريكا، ولا يخافون من الجيش الإسرائيلي المهزوم بشكل مهين على كل الجبهات، ولا يتابعون خطابات هذا البلهوان المهرج الذي اسمه نتنياهو، وانما يتابعون أبو عبيدة، والعميد يحيى سريع الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية، وكل الناطقين والمتحدثين باسم الابطال الذين يزفون للعالم انباء الهزائم الإسرائيلية الامريكية في جبهات القتال السبع بكل شفافية وصدق. نتنياهو يتباهى بعلاقاته القوية مع المطبعين، وقال في خطابه انه يتطلع الى تشكيل تحالف معهم، وخاصة اتباع منظومة “سلام ابراهام” للتصدي لمحور المقاومة وبطولات اجنحته العسكرية الضاربة، ونقول له مبروكين عليك، وتهانينا لك بهم، فهم يستحقونك وانت تستحقهم، وقد “وافق شن طبقة”.

***

ختاما نقول، وبكل ثقة، ان قوم القسام، وسرايا القدس، وكتائب الرضوان، وألوية الصماد ورجال الانصار، الذين شعارهم “الهدهد” المبارك بنسخه الثلاثة، ورمزهم المسيرّة اليمنية المباركة “يافا” التي حققت معجزة الاختراق لكل الرادارات ووصلت الى هدفها في قلب تل بيب بعد طيران استمر 9 ساعات وقطعت مسافة 2000 كيلومتر، وانفجرت على بعد بضعة أمتار من السفارة الامريكية، وأوقعت عددا كبيرا من القتلى والجرحى، وبثت الرعب في نفوس ملايين المستوطنين، هؤلاء سينتصرون حتما، اما نتنياهو ورهطه فستكون نهايتهم مثل نهاية كل النازيين قتلة الأطفال الشهداء الطاهرين، ولن تنفعهم، او تنقذهم، هذه الخطابات الوقحة، ولا التصفيق وقوفا من قبل المرتزقة الذين باعوا ضمائرهم مقابل حفنة من المال الملوث بدماء الأبرياء في فلسطين المحتلة.. والأيام بيننا

صحيفة راي اليوم

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا