كتابات | آراء

البحر الأحمر ملتقى الاطماع الاستعمارية (79)

البحر الأحمر ملتقى الاطماع الاستعمارية (79)

استمرت الدعوة للفاطميين في اليمن طوال عهد علي بن احمد الصليحي وإبنه المكرم وزوجته السيدة أروى وابنها عبد المستنصر ولم تتأثر هذه العلاقات الطيبة

وبعد وفات الآمر بأمر الله بايعت لولده الطيب وبعد وفاته لم تبايع السيدة اروى الخليفة الحافظ الذي اعتبرت ولايته باطلة وهكذا وبفضل العلاقة الطيبة أمكن للفاطميين بفضل تمكين نفوذهم على اليمن والحجاز من تأمين تجارة البحر الأحمر وأستقر عدد من تجارمصر في مدن اليمن وعلى الأخص في عدن المقر الرئيسي لتجارة الكارم في اليمن ككل الذين اتخذوها وطناً ثانياً لهم ومنهم بنو الخطباء (الخطيب) وهم تجار مصريون استقروا في اليمن .
البحر الأحمر وتجارة الكارم من العهد الصليحي حتى القاسم
تعريف :
تجارة الكارم تعني العنبر الأصفر الذي كانت تستخدمه نساء ذلك العصر في القلائد وخاصة نساء مصر والسودان وبلاد الحبشة وتشاد وغيرها من بلاد الشمال والغرب الإفريقي ويفترض أن هذا الكارم كان من بين السلع الكثيرة التي يستجلبها الكارمية من عدن  إلى مصر وبقية البلاد الافريقية والأوربية وفي هذه الحالة يصبح إسم الكارمية مرتبطاً بهذه السلعة وأميل بدوري إلى الأخذ بالتفسير الهندي لكلمة كارم لارتباط الكارم بتجارة التوابل وتشتمل على أنواع عديدة من المنتجات الهندية والصينية وأولها الفلفل والبهار والدارصيني والقرنفل والكافور وغيرها من تلك الأنواع بماقي ذلك الحرير والديباج وغيرها وأياً كان أصل الكلمة كارم فإن التاجر الكارمي (وقد يكون في اليمن المكرمي) فإن التاجر الكارمي اصطلح على أنه التاجر الذي يشتغل بالتجارة الشرقية بوجه عام والتوابل على وجه الخصوص وهذا المتعارف عليه لتسمية التجار في كل من اليمن ومصر وتشاد والسنغال وعمان وغيرها.. وكان تجار الكارم يتاجرون بالإضافة إلى السلع التي ذكرناها في الخلنجان والجنزبيل والرواند والعود الهندي والزعفران والمسك وخشب الصندل وكذلك في الحرير الخام والديباج الخام والأسلحة , وكان الفلفل أهم السلع الرائجة في الغرب الأوروبي إذ كان يستخدم في أطعمة الاغنياء ولعلاج بعض الأمراض وفي صناعة الخمور وفي حفظ الطعام .. وكانت عدن المركز الرئيسي لتجارة الكارم في اليمن في العهد الصليحي وكانت تنقل تلك البضائع من عدن إلى مصر الفاطمية إلى قوص المركز الرئيسي في مصر والمحطة الثانية بعد عدن ومن ثم ينقلها تجارالتوابل الهندية " الكارميه " إلى مينائي مصر العظيمين على البحر الأحمر عيذاب ,  والقصر في مواسم معينة من السنة ثم يعاد تصديرها للبلدان الأخرى هذا وقد جنى تجار الكارم من وراء اشتغالهم بتجارة التوابل مكاسب هائلة وكونوا ثروات طائلة وأصبحوا يشكلون الطبقة المميزة والمفضلة عند حكام اليمن الزياديين والصليحيين و حتى في مصر الفا طميين لكثرة المكوس ( الضرائب) التي كانت تفرضها السلطات اليمنية والمصرية عليهم .
وقد ظهرت من تجار الكارم أسرفي انحاء اليمن منهم إضافة لأسرة الخطيب تجار من عدة منا طق يمنية أسهمت في اقامة المنشآت الدينية والمدنية والعلمية فاقبل الكثير على إنشاء المساجد والمدارس (المعلامات) ودور الحديث والأربطة في المدن.. كما انشأوا على طرق سير القوافل وعابر السبيل  البرك والسقايات والكروف لمياه الأمطار يتزود منها المسافرين طوال  فصول العام و كذلك السقوف المطوية والسماسر (الصبال)للمبيت وراحة المسافروحاملات اثقاله من الدواب والجمال .. على طول الطرقات في انحاء اليمن وعلى طريق الحجاج البري حتى المشاعر المقدسة في الحجاز.. وقد اشتغل تجار الكارم اليمنيين في نشر الإسلام في بلدان تجارتهم واشتغل بعضهم في التدريس و القضاء  بالإضافة إلى حرفتهم الاساسية وهي التجارة وحتى البعض استوطنوا في بلاد الصين والسند والهند..  ومنهم  على سبيل المثال مجموعة من المكارمة مؤسسو جماعة البهرة التي اعتنقها الملايين من الهنود.. والفضل يعود لتجار اليمن وبالذات الحضارم في نشر الإسلام في بلدان كثيرة في آسيا وإفريقيا ويكفينا فخراً أن اكبر الدول الإسلامية سكاناً إندونيسيا فتحت بالسلوك والتعامل الحسن لا با السيف وقد استوطن الكثير من التجار اليمنيين تلك الأصقاع وحتى اليوم لانزال نسمع أسماء يمانية بارزة بل أعلام من حضرموت في إندونيسيا و ماليزيا وسنغافورة  وكينيا وتنزانيا .. الخ.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا