كتابات | آراء

كلك نظر: منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن 1967-1990م (93)

كلك نظر: منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن 1967-1990م (93)

في الحلقة السابقة من هذا البحث ذكرتُ ثمان حالات من حالات القتل لغير المحاربين أي المواطنين الأبرياء من منطقة عمار على أيدي سلطة 1978م وأعوانها..

كما ذكرتُ ست حالات للمخفيين قسراً من نفس منطقة عمار على أيدي السلطة وأعوانها وحالات القتل والإخفاء القسري 42عاماً تسمى "الملفات الشائكة".. وبما أن قضية الشهيدة قبول أحمد علي الورد وأولادها هي أكبر قضية من بين القضايا التي تم ذكرها فإنها كانت وما زالت عنواناً بارزاً فرض نفسه على مجمل أحداث منطقة عمار خلال عام 1978م.
صحيح إن السلطات المتعاقبة وأعوانها قد ارتكبوا 1192 جريمة بحق المواطنين الأبرياء في المنطقة الوسطى وذلك خلال الفترة من 6يناير عام 1970م إلى 16مايو من العام 1990م إلا أن الجرائم التي تم ارتكابها في عمار خلال النصف الأخير من العام 1978م كانت الأمر والأقسى والأبشع وقد ظلت تلك الجرائم مغيبة أو مسكوت عنها وكانت الكتابة عنها أو حولها في وسائل الإعلام أمراً محظوراً.
لذلك لم يكتب عنها أحد في الشطر الشمالي من الوطن آنذاك وقد كانوا متأثرين بالخوف ونظراً للخوف فقد كان هناك صمت مطبق لف الأجواء على مدى أكثر من عقد ونصف من الزمان وبالذات في الشطر الشمالي من الوطن وقد اقتصرت الكتابة حول تلك الجرائم في صحف ومنشورات الجبهة الوطنية صحف الشطر الجنوبي من الوطن قبل عقد قمة رئيسا الشطرين في الكويت عام 1979م.

التعليق على جرائم عمار في النصف الأخير من عام 1978م
شهدت منطقة عمار خلال الفترة من أغسطس إلى نوفمبر من عام 1978م 14جريمة كبرى ترواحت ما بين القتل حرقاً والقتل ضرباً والقتل خنقاً والقتل رمياً بالرصاص وست حالات إخفاء قسري مازال الضحايا الستة مخفيين قسراً من عام 1978م إلى اليوم.
وأود هنا استعراض أسمائهم والتعليق القصير والموجز على كل حالة وذلك على النحو التالي:
• أولاً: الذين استشهدوا حرقاً أمام حشد من الناس وهم:
• الشهيدة قبول أحمد علي الورد: كان عمرها آنذاك 46عاماً تقريباً.
• الشهيد صالحة محمد قائد الطلول: كان عمرها آنذاك 22عاماً تقريباً وكانت حامل بشهرها الثامن..
• الشهيدة الطفل عبده محمد قائد الطلول: كان عمره وقتها خمس سنوات.
• التعليق:
أنها أكبر جريمة في التاريخ اليمني.
• إنها جريمة بشعة تقشعر لها الأبدان لم ترتكب جريمة مثلها حتى من قبل الصهاينة في فلسطين وستظل وصمة عار على جبين مرتكبيها.
إن مرتكبي جريمة إحراق امرأتين وطفل وهم أحياء أمام جمهرة من الناس قد اعتدوا على حق الله فلا يجور لأي مخلوق من البشر إحراق بشر ولا حتى معاقبته بهذه الطريقة البشعة.
• إن صراخ الشهيدة قبول وأبناءها وهم وسط نار هائلة كفيلاً بصحوة أصحاب الضمائر الميتة من مرتكبي الجريمة فذاك الصراخ يعد بمثابة منبه يحثنا على انتزاع حقها الكامل وتقديم الجناة إلى العدالة لتقول كلمتها.
• إن إحراق الشهيدة وأبناءها جريمة كبرى لا تسقط بالتقادم كما أسلفت في مقال سابق في هذه الصحيفة نشر في مايو من العام الماضي 2020م وكإثبات لذلك القول ها قد شهرا نوفمبر وديسمبر من العام الماضي 2020م أكثر من وقفة احتجاجية أمام وزارة حقوق الإنسان وقد أبدا شخص الوزير الأستاذ علي الديلمي والمسؤولون في الوزارة تجاوباً طيباً.
• إن الشهيدة قبول الورد تمثل هامتنا العطشى التي تتوق إلى تحقيق العدالة الناجزة لقضيتها وقضايا ضحايا السلطات السابقة.. فلا خير فينا إلم نستكمل إغلاق ملف الشهيدة قبول الورد الذي طال انتظاره ولا خير في الجهات المعنية إلم تحقق العدل الناجز.
• ثانياً: ربة بيت تتعرض للضرب المبرح حتى الموت اسمها فاطمة محمد عبدالله الهمزة- المرجع: حسب إفادة شاهد عيان موثوق به من أبناء المنطقة وقال أنها استشهدت متأثرة بجراحها تاريخ الواقعة منتصف نوفمبر من العام 1978م في يوم استشهادها كانت حامل بشرها الثامن.
• التعليق: المرحومة الشهيدة فاطمة بنت محمد عبدالله الهمزة لم ترتكب أي ذنب.. فهي مجرد ربة بيت في ريف عمار لا تعرف السياسة ولا تعرف من يعرفها فبأي ذنب قتلت؟ الإجابة متروكة لأصحاب الضمائر الحية من الإخوة القراء، أما مرتكبي الجريمة آنذاك فقد كانت ضمائرهم ميتة..
• ملاحظة: قبل كم يوم من تسليم هذه المادة للصحيفة انفردت بأحد المقربين من السلطة السابقة وسألته: بأي ذنب قتلتم فاطمة محمد؟
أجاب: ذنبها أنها كانت زوجة محسن مسعد الهمزة!! سألته: وزوجها أيش ذنبه؟ فلم يرد.. وتواصل كلامي من طرف واحد قلت له: كان مجرد شك انه يساند منظمة المقاومين لقد قتلتم زوجته وكأن اعتقاله ظلماً غير كافي..
عودة إلى الموضوع: في عام 1978م كنت موجوداً في عمار وشاهدت مظالم كثيرة بحق المواطنين لكنني لم أسجل في هذا البحث غير وقائع وأحداث مدعومة بشهود عيان موثوق بهم.
• ثالثاً: استشهاد طالب خنقاً:
استشهد الطالب عبداللاه مصلح العيوي خنقاً على أيدي مجموعة من عساكر السلطة في مدينة النادرة محافظة إب ورموا بجثته على أحد سفوح جبل عر.
بقية أسماء الشهداء والمخفيين قسراً سأوردها في أعداد قادمة إن شاء الله.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا