كتابات | آراء

اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين ؟!.._ 87 _

اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين ؟!.._ 87 _

وبالتأمل ملياٌ , بتمعن كبير في تخبط مملكة آل سعود , وسياستها المُنتهجة تجاه اليمن , لاسيما منذ إقدامها على شن حربها الظالمة على هذا البلد العربي

وتسببها في مآسي وكوارث إنسانية لم يسبق لها مثيل في التاريخ , نجد السعودية بذلك قد عدت طورها كثيرا وتجاوزت كل محظور ومحذور , كما تجاوزت ببغيها على جيرانها في اليمن جميع الخطوط الحمراء المتعارف عليها في تاريخ العلاقات بين الدول والشعوب , والأطر التي تنظمها .
ولم يتح للسعودية مع كل هذا البغي والعنجهية الفرصة التي ترجوها لأن تُدرك غايتها وتحقق أهدافها المنشودة من حربها هي وحلفائها على اليمن منذ سبعة أعوام.
وفي نهاية المطاف تجد المملكة الوهابية نفسها متورطة ورطة مابعدها ورطة في رمال اليمن المتحركة والمشتعلة نارا , بل إنها  صارت اليوم تبحث لها عن أي مخرج مناسب يحفظ لها ماتبقى من مياه الوجه المسفوك وحل سياسي يضمن لها احتفاظها بقدر من السمعة والمكانة والكرامة والاعتبارات التي فقدتها تباعا , ولا زالت تدفع كلفة تورطها في اليمن باهضا .
وبرغم مساعي المملكة الحثيثة في سياق البحث عن مخرج لها من ورطة اليمن إلا أن النظام السعودي كعادته لايزال يكابر ويراوغ ويناور , آملاٌ في الخروج بماء الوجه , والذي لا يعني بنظره ومفهومه القاصر للأمور مايمكن إعتباره " سلاماً كاملاً في اليمن " .
حيث تستدرك السعودية وشركاء حربها المتواصلة على اليمن، بحسب محللين استراتيجيين مسألة مراكمة الخسارة والهزيمة لا أكثر .
وأوضح هؤلاء المحللين إن الفشل الميداني في حسم المعركة صار فاضحا بعد سبع سنوات، فضلا عن أنه يقف وراء الرغبة المتململة في الوصول الى حل مشروط بحفظ ماء الوجه .
في حين يتفق مراقبون في تفسير منطقي لمسار الأحداث وتطوراتها على الصعيد الميداني تحديدا على رأي مشترك جامع يقول:" إن أنصار الله في صنعاء، لايزال بأيديهم ما يشير الى قدرتهم حسم المعركة سواء بالحرب أو بالسياسة أو بكليهما، في الوقت الذي صار فيه التحالف يفتقد الى أي خيارات للحسم لا ميدانيا ولا حتى بالتفاوض السياسي "  .
ووفقا لهؤلاء المراقبين أيضا :" فإن السعودية كرست أوهام الرغبة في إيقاف حربها التي تشعر عميقا بمرارة خساراتها " .. مؤكدين أن المملكة في الحقيقة لا تريد أن تتوقف الحرب في اليمن، ولا تريد أن يحدث تحولا نحو الاستقرار والسلام في هذا البلد الذي مزقته الحرب وأنهكته الصراعات " .
ويستدرك من يراقبون مجريات الأحداث على الأرض وتطوراتها وتداعياتها الكثيرة , قائلين :"  إنه يتوجب معرفة رغبة الرياض الأكيدة في الخروج من ورطة الحرب وتبعاتها الباهظة، وإظهار الحرب على أنها أهلية وبالضرورة استمرار حلقاتها في الداخل اليمني " .. فيما يرى أكثر من محلل سياسي ان الولايات المتحدة الأمريكية هي من تدفع السعودية نحو ما يجنبها المزيد من الهزائم في حربها الحالية على اليمن ,  واستدلوا على ذلك باقتراح واشنطن استراتيجية الحل السياسي، حفاظا على ماء وجه المملكة أكبر حليف استراتيجي لأمريكا في المنطقة .. مشيرين إلى أن واشنطن لاتسمح بأن يتزلزل عرش السعودية في جميع الأحوال ، خصوصا بعد أن أخذت القوة العسكرية لصنعاء مسارا تصاعديا، وصارت معادلة الردع والتوازن قائمة، حيث لا مناص من استهداف المنشآت الحيوية والمؤثرة في المملكة.. وأوضحت جملة من التحليلات السياسية المهتمة بالشأن اليمني وعلاقة الرياض المباشرة بما حدث ويحدث هنا :" أن الإدارة الأمريكية بعد ان أدركت بان الحرب في اليمن لا جدوی منها الى الان، أرادت تغيير مسار الحرب وليس وقفها، وهو الموقف نفسه الذي يظهر متوازيا مع رغبة وموقف الرياض بأن لا يحدث استقرار ا وسلاما كاملين في اليمن، وأن لا تتشكل دولة ذات مكانة استراتيجية ومستقلة عن الهيمنة السعودية في المنطقة ".
وكنوع من الابتزاز وممارسة الضغوط فرضت وزارة الخزانة الأميركية، قبل أيام عقوبات مالية على عناصر يتبعون حركة أنصار الله في صنعاء.. ويأتي هذا الإجراء الذي اتخذته واشنطن بعد اتهام الخارجية الأميركية لصنعاء بتعطيل وقف إطلاق النار في اليمن.. وهذا ماحدا بعدد من المراقبين إلى إعتبار هذا الإعلان الأميركي وسيلة من وسائل الضغط على حركة أنصار الله للقبول باشتراطات واملاءات في سياق التحركات الأخيرة نحو الحل السياسي والتسوية السلمية في اليمن.
بدورهم يعتبر سياسيون يمنيون في صنعاء، بأن السياسة الأمريكية في اليمن مكشوفة للجميع، ورأوا أن سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها واشنطن في تعاطيها مع المشكلات والقضايا الإقليمية والدولية تنصب هنا في محاولتها الحالية لإخراج السعودية من اليمن .
وأكدوا إعتزام واشنطن بل ورغبتها في دعم بعض الاطراف اليمنية لمحاربة الحكومة المركزية في صنعاء والتخريب في اليمن خلف جدار يحتمون به اسمه (حقوق الانسان) .
وطبقا لتأكيدات عدد من الساسة اليمنيين فإن السلطات في صنعاء " تتعامل مع  السياسة الأمريكية والدعوات الى السلام بأسلوب سياسي ودبلوماسي مواكب للاحداث.
وقالوا : " إن صنعاء لا ترفض السلام ولكن لن تسمح بالالتفاف الاميركي والسعودي ومحاولات  فرض حكومة مثل حكومة فيشي او حكومة عمالة لتسيطر على اليمن وتوقف نهضته وتعيده مرة أخرى إلى مربع وعهد الهيمنة السعودية ويكون تحت الوصاية الخارجية ”.
يأتي ذلك فيما يسود اعتقاد راسخ لدى صنعاء، يفيد :" أن السعودية فاقدة الارادة وتعلم تماما ان حربها في اليمن هو استنزاف لها ولا توجد مصلحة لها في هذا العدوان لكن لأنها في خدمة النظام الاميركي وتل ابيب فإنها مستمرة في هذه الحرب، حتى وإن أظهرت استعدادا نحو الحل السياسي بإيقاف عملياتها العسكرية ورفع الحصار المفروض على اليمن برا وبحرا وجوا " , وما سببه هذا الحصار من معاناة كبيرة للمواطنين اليمنيين طالت جوانب حياتهم المعيشية , والتي تتضاعف يوما بعد يوم , لتصل إلى الحد الذي لايطاق ولا يمكن احتماله , أو السكوت عليه البتة.
يذكر أنه مع دخول الحرب التي تشنها السعودية وحلفائها على اليمن والتي دخلت عامها السابع , أصبح 28 مليون يمني يفتقرون إلى الحصول بسهولة على مقومات الحياة الأساسية من ماء وكهرباء وصحة وتعليم , فيما يحتاج حوالي 24 مليون شخص , أي 80 بالمائة من مجموع سكان اليمن إلى المساعدة والحماية , بينهم 12 مليونا بأمس الحاجة إلى تلك المساعدات. , وفقا لأحدث تقرير حكومي صدر مؤخرا.. فيما توقعت تقارير أممية ودولية أن تتضاعف خسائر اليمن , إلى 181 مليار دولار , في حالة استمرار الحرب , وممارسات الإغلاق الإقتصادي حتى عام 2022م .

..... يتبع .....

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا